يبدو رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة الدكتور عبد الله السلمي سعيدا وهو يخوض تجربة رئاسة النادي الذي ظل لفترات طويلة مميزا بنشاطاته النوعية، ورغم مصاعب العمل في مؤسسة ثقافية إلا أن السلمي لوحظ عليه عدم تذمره.

"الوطن" سألته: من أين أتتك هذه السعادة؟ فأجاب: أنا سعيد جدا بالفعل فكل تجربة أستطيع أن أخدم فيها وطني تسعدني على ما فيها من مصاعب، كل ما أتمناه أن أستطيع رسم بسمة السعادة على شفتي كل مثقف في هذه المنطقة، حين أتمكن من ذلك سأكون سعيدا جدا.

لكن هذه السعادة لم تحل دون أن ينتقد السلمي مناوئيه واصفا المراهنين على فشل إدارته الجديدة، بأنهم أشخاص لا يعرفون أساسا الأعضاء الجدد في إدارة النادي، مؤكدا أن الإنجازات السابقة للنادي، تحمل إدارته الكثير من المسؤولية لتقديم المزيد من هذه الإنجازات، على حد قوله.

وأوضح السلمي في حوار مع "الوطن"، أن نجاحات النادي السابقة وتاريخه الحافل بالإنجازات تمثل دافعا للعمل بجد، مضيفا: "نحن لم ننس أن كرسي إدارة نادي جدة سبق أن جلس عليه محمد حسن عواد وهو قامة أدبيه شاهقة على المستوى المحلي والعربي وهذا يلهمنا أكثر مما يحد من عزيمتنا، فالنجاحات السابقة هي بمثابة الوقود الذي يدفعنا إلى الإنجاز لنقدم في المستقبل شيئا يساويه أو يتجاوزه، فنحن نحافظ على منجز من سبقنا ونقدم ما يمكن أن تتطلبه المرحلة القادمة، فلكل زمان ومرحلة ثقافتها ورؤاها ومتطلباتها التي تتمظهر في رغبات المثقفين وجمهور النادي على المستوى النخبوي والشعبي، بشقيه الشبابي والجماهيري".

وعن خطط النادي المستقبلية، قال السلمي: التحولات الكبيرة على المستوى الثقافي والمجتمعي، تتطلب أن يكون لكل إدارة خطابها ورؤيتها واستراتيجيتها، والمهم هو أننا لم نفكر بطمس أي من المنجزات السابقة، وخلال الأشهر الماضية ومن خلال ما يردنا من خطابات وما نقرأ في وسائل الإعلام، تبين لنا أن نادي جدة لا يزال هو الأبرز من بين الأندية الأدبية من حيث ديناميكية العمل الموجودة فيه، وفي هذه الأيام لا يوجد وقت فراغ في النادي على مدى خمسة أيام في الأسبوع فكل يوم لدينا نشاط مختلف".

وعما إذا كان هذا التفاؤل يؤدي إلى تغيير نظرة المتشائمين؟ قال السلمي: ليس لدينا إحصاء يؤكد أو ينفي مثل هذه النظرة، ولكن من خلال عملنا والتواصل مع المثقفين في جدة وجدنا أصداء إيجابية لما نقوم به، وأعتقد أنه إذا كان هناك متشائمون، فإن الأشهر الماضية منذ تسلمت الإدارة الجديدة مهامها، تعطينا انطباعا بأن هناك رضا عاما، وذلك يتأكد من خلال اتصال أعضاء سابقين في الإدارة وثنائهم على ما يقدمه النادي، وخطابات تصلنا منهم، ومشاركة بعضهم في نشاط النادي من خلال اللجان والمناشط بشكل عام، إضافة إلى أننا نمد أيدينا إلى الجميع، فالنادي لجميع مرتاديه وأبوابه مشرعة للجميع.

ولكن رغم ذلك النجاح الذي يقول به السلمي، إلا أن النادي لم يتمكن من عقد جمعيته العمومية إلا بعد جهد، وهو ما فنده السلمي بقوله: بالنسبة لعقد الجمعية العمومية سبق أن دعا مجلس الإدارة لعقدها ولم يكتمل النصاب في الدعوة الأولى، ثم وجهنا دعوة أخرى استجاب لها أكثرية أعضاء الجمعية العمومية، هذا يحدث لأن البعض لا يكون قادرا على الحضور، أو أنه في حالة سفر، ثم يجب ألا ننسى أننا النادي الوحيد الذي عقد جمعيته العمومية بهذه السرعة، وبحضور نسبة عالية من الأعضاء، ناقشوا فيها بشفافية تامة جميع القضايا التي تخص النادي ونشاطه ومهام أعضاء مجلس الإدارة والميزانية، وجميع أعضاء الجمعية أدلوا بآرائهم بحرية تامة، وطرحوا أفكارا وبرامج ذات قيمة ستكون ضمن برامجنا القادمة.

وإذا كان بعض المراقبين رصدوا تخوف البعض من أن تيارا تقليديا أكاديميا يتولى إدارة النادي، فإن السلمي لا يعتبر الأكاديمية تهمة، بل ميزة، تمنح العمل منهجية صحيحة، وتستكمل الشخصية الثقافية، حسب قوله، واصلا إلى أنه حين تجمع بين الأكاديمية والمعرفة يكون أداؤها أكثر جدوى.

ونفى أن يكون ديوان (قصائد ذاهلة) للشاعر محمد العمري بمثابة رسائل من النادي، قائلا: نادينا ليس لديه موقف من أي تجربة أو تيار المهم هو أن تكون التجربة ناضجة وتتم الموافقة عليها من لجنة محكمة.

وأضاف: لقد أبقينا على جميع الدوريات، وسنصدر أيضا كتابا آخر يضم بعض بحوث ملتقى قراءة النص.