غاشٌ لوطنه، لم يبرئ ذمته من يقول إن دول الخليج تعيش في الكمال والمدينة الفاضلة.. وجاحد لوطنه، مستهتر بمستقبله، سوداوي من يطبل للربيع ويحاول جلبه إلى الخليج.. وبين هذا وذاك تقف كتلة كُبرى في الخليج صامتة مترقبة ليس في المجالس أو المنابر ولكنها في تويتر.

انتهى زمن "بيان رقم واحد" وبدأ عصر الحشود الذكية.. انهيار سلطة الدولة عبر الحركات الاجتماعية مما يؤدي إلى (تبخر السلطة) النظرية التي تحدث عنها العالم أنطوني جيدنز.

لا تنظيمات مسلحة أو انقلابات، بل قوة ناعمة تغير أنظمة وتبدل فكر مجتمعات.

1%من خليجيي تويتر هم السوداويون مكرسو الإحباط ممن يشحنون الكتلة الصامتة التي فوجئت بهذا الكم من المعلومات، وما تحمله من قيم معاكسة لما تربت أو تعودت عليه، وهنا يأتي ما يسمى اختلال المواطنة...(من أصدق؟).

استهدف خليجيو تويتر من معرفات وهمية درست جيدا علم شبكات الترابط المرنة والحركات الاجتماعية.. تبدأ بالنميمة التي تجمع الناس وتشككهم في كل أحد، ثم تخرج الأجندة السياسية.

ينضم الخليجيون لتويتر ليراقبوا ويشاهدوا ثم يكونوا آراءهم، وهم بين ربيع أضحت بعده خمس دول هشة مأزومة وضعيفة.. لكن صوت مطبليه عال، فيجمعون حولهم الحشود.. وبين مطالبة هادئة بتطوير أنظمتهم السياسية وعقدها الاجتماعي، لا بد أن يتم انتقال من الدولة الريعية إلى الدولة المؤسساتية.

تغير المجتمعات الخليجية مع التقنية واقعٌ لا تخطئه العين، واستهداف أعداء الخليج له تحت شعار الربيع واقع شاخص للعيان.. انضم للتركيبة السياسية الخليجية عنصر جديد ومهم وهو التقنية.

مريدو الفوضى يدفعون بقوة لجعل المجتمع الخليجي مجتمع حشود، وهي أولى خطواتهم للسيطرة.. والخليجي في معاناة نفسية؛ قلبه مع وطنه واستقراره وقادته.. وأذناه وعيناه مملوءتان بما يوجه لها.. والعين تعشق قبل القلب أحيانا.. حمى الله الوطن.