رسالتي موجهة لإخواني الطلاب الذين ينتظرون شهادة التخرج. وموجهة أيضا لكل عاجز ولكل من ذهبت أحلامه ومخططاته كالسراب.. دافع الرسالة وهدفها التخطيط واتخاذ القرار لإكمال مسيرة النجاح.. لنبدأ أولا بصناع المستقبل وبناء الحاضر، الطلاب يتخرجون ليتخصص كل منهم في مجال معين مناسب له وهذا هو الأصل والصحيح، لكن هناك فئة أخرى تخصص أفرادها في أقسام ليست من هوايتهم، سواء للظروف أو لأنهم كما يقال "مع الخيل يا شقرا"! يجب على الإنسان السيطرة على الظروف وأن لا يجعل الظروف تسيطر عليه مهما كانت، لأن النتيجة أحد خيارين إن لم يسيطر عليهما سيطرا عليه، والأمر له في النهاية.

لا تجعل أصحابك ومن تحب يخططون لك مستقبك، لأن الإنسان هو رفيق نفسه مدى الحياة وهو أعلم بقدراته من غيره، لذلك تجنب أن تعمل بمسار غيرك.

قامت إحدى الجامعات الأميركية في عام 1953 بإجراء دراسة نادرة من خلال توجيه سؤال لخريجي الجامعة مضمونه: "هل لديك أهداف محددة"؟ وقد أشارت الدراسة إلى أن 3% لديهم أهداف محددة فيما أكد 97% أنهم يسيرون بلا هدف ولا تخطيط، وفي عام 1973 كانت النتيجة أن 3% حققوا أهدافهم كاملة وهم من خططوا لمستقبلهم، بينما لم يحقق من الـ97% أهدافهم إلا نسبة قليلة منهم. الحالمون العاجزون من ذهبت أحلامهم كالسراب يحلمون دون تخطيط ودون أدنى جهد تجدهم على جادة الطريق بلا هدف وبلا أدنى تخطيط أو تفكير، ومنهم من قد يتعذر بأعذار واهية، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قدم أناس من أهل اليمن إلى الحج بلا زاد، فجيء بهم إلى عمر، فسألهم، فقالوا: نحن المتوكلون على الله، فقال: لستم المتوكلين، بل أنتم المتواكلون.

من أنا وماذا سأكون بعد عدة سنوات؟ لو أن كل واحد منا فكر جيدا بهذا السؤال لاجتهد وجد وبذل وتعب ليرى النتيجة مستقبلا، لا بد أن يبذل كل منا كثيرا من الجهد في بداية حياته حتى يستطيع أن يحقق لنفسه ولأبنائه الحياة الكريمة بعد سنوات.

سؤال آخر: لماذا لا يخطط شبابنا للمستقبل؟ يتبادر لأذهان الكثير هذا السؤال، وسأجيب وسأذكر عددا من الأسباب:

من الشباب من لا يقدر ولا يثق بنفسه، وقد يحكم على نفسه بالفشل من أول تجربة. ومنهم من هو خائف من الفشل ولأنه مقتنع بالفشل أصلا فلم يعد بحاجة إلى التجربة نهائيا. ومنهم من هو غير مقتنع بفكرة التخطيط للمستقبل، ومنهم من لا يعرف الطريق الصواب.