تحولت المنافسة بين الديموقراطيين بزعامة الرئيس باراك أوباما والجمهوريين بزعامة ميت رومني في الانتخابات الرئاسية الأميركية لتتمحور حول شريحة ذي الأصول اللاتينية، الذين يطلق عليهم "الإسبانيك"، وكان ينظر لهم بكثير من الاحتقار في السابق لكنهم باتوا يشكلون قوة لا يستهان بها بعد أن استحوذوا على نسب انتخابية عالية، وكانوا وراء فوز الديموقراطيين في2008، بعد تصويت 67% منهم لصالح أوباما.

وفيما تشكل تكساس قاعدة هامة للانتخابات الرئاسية، فإنها تحولت من الثقل الجمهوري التقليدي إلى الديموقراطي بسبب التحولات الديموجرافية، حيث يشكل البيض 45.3% من السكان، فيما يشكل السود 11.4%، والإسبان اللاتينو 41.8%، مع نسبة نمو سنوية لهم تصل إلى 37.6%، ما يؤثر على ديموجرافية المنطقة وعلى قدرتها على دعم الحزب الجمهوري مستقبلاً.

وطالبت رئيسة منظمة "LULAC" التي تمثل "اتحاد المواطنين الأميركيين اللاتينيين" هيرلندا كاراكيا كل أميركي من أصول إسبانية بمعرفة قدرته على التغيير والمشاركة في الانتخابات، محملة هذه الشريحة مسؤولية الظلم الواقع عليهم لعدم مطالبتهم بحقوقهم. وقالت "الأميركيون من أصول لاتينية يشكلون 44% من سكان هيوستين (تكساس) إلا أن لديهم ممثلين اثنين فقط بمجلس المدينة المكون من 60 مقعداً وهذا وضع غير عادل".

واتهمت كاراكيا في تصريح لـ "الوطن"، الرئيس أوباما باستغلال المصاعب التي يعاني منها المهاجرين غير الشرعيين من أصول لاتينية للفوز بأصوات المهاجرين الشرعيين، مطالبة الحكومة الأميركية بالوقوف ضد عمليات التهريب التي تقوم بها عصابات منظمة. وقالت "هذه المقاطعة ترتبط بحدود طويلة مع المكسيك، وعلى الولايات المتحدة أن تؤمن حدودها ضد مافيا تهريب المهاجرين المعروفة بالكيوتس، لكن من يسلك سلوكاً شرعياً قانونياً ليصبح مواطناً كامل الأهلية علينا أن نزيل العقبات من أمامه"، موضحة أن طاقة اللاتينو بدأت في التشكل قبل ثلاثة عقود لكنها الآن وصلت إلى ذروتها مع مشاركتهم في العمل التطوعي خاصة مع الحزب الديموقراطي.

وفيما أوقف أوباما التعقب القانوني لأبناء المهاجرين غير الشرعيين دون الثامنة عشرة، وهو ما اعتبرته مديرة التواصل في مجموعة "الجامعيين الجمهوريين" أليسا فرح رشوة فاضحة للناخبين من أصول لاتينية لأنه يعطيهم فرصة الحصول على شهادات تعليمية من المؤسسات الدراسية الأميركية دون السؤال عن أوضاعهم القانونية، رغم أن ذلك لا يعني أنهم بذلك يحصلون على إقامة نظامية أو الجنسية لأن هذه الخطوة تعني الدخول في مواجهة بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونجرس.

وبدوره علق مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني على خطوات أوباما باتجاه مساعدة أبناء المهاجرين غير الشرعيين، فقال "أعتقد أن وضع الشباب الذين قدموا إلى هنا مع أهلهم هي مسألة تستحق الدراسة وينبغي إيجاد حل لها على المدى البعيد حتى يتمكنوا من معرفة مستقبلهم في الولايات المتحدة لكن هذا الإجراء سيؤخر الحلول بعيدة المدى".

وتجولت "الوطن" في شوارع أوستين، حيث التقت أشخاصا من أصول إسبانية، وقال أحدهم "أنا سام رودريجاس غير شرعي في أميركا لكن عائلتي مقيمة بشكل شرعي وأختي ستصوت لأوباما لأن الجمهوريين يحاولون عزل اللاتينو وإبعادهم عن صناديق الاقتراع، ولأن أوباما أسود وهم يخافون من قوة الأقليات التي أصبحت الآن الغالبية في أميركا". وأضاف "أنا أعاني لأني لا أمتلك رخصة قيادة ولا أستطيع الذهاب إلى المستشفى هم يدفعوني إلى الجريمة وأنا ابحث عن عمل عادي، نحن نعمل في كل الوظائف الرخيصة ونقبل بمبالغ زهيدة كرواتب لنا لكننا نجد صعوبات في تعديل وضعنا النظامي".