عبد الله مسيحل وزياد العصلاني وزياد قاري وعبد الله الحصين وأسامة باسعيد.. 5 طلاب لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة، كانت الساعات الـ (122)، كفيلة بابتكاراتهم الخمسة التي كانت "المشهد المرتقب" أمام التربويين وأولياء الأمور في بانوراما "إبراز الابتكارات" في برنامج موهبة الصيفي بجدة في مدارس دار الذكر.

وبينما الكاميرات التلفزيونية والفوتوجرافية مشغولة بأخذ اللقطات الحية في ذكريات الطلبة المشاركين في البرنامج، كان أسامة منشغلاً بتجهيز ابتكاره لعرضه في منصة العروض الرئيسية. أخذ أسامة الميكروفون الرئيسي متحدثاً وقاطع كل أصوات الضجيج حينما قال: "ابتكاري الصغير يتعلق بفئة تستحق منا الـتقدير والاحترام، ألا وهـي فئة المعـاقين".

لم يكد أسامة ينهي آخر كلماته، حتى قام باستعراض مبتكره، وهو عبارة عن سلة نفايات متحركة لخدمة المعاقين، يمكن استخدامها في الأماكن العامة، أو حتى بين جنبات المنزل عن طريق جهاز تحكم عن بعد.. رجاء الله الحربي، أحد مشرفي البرنامج للصف السادس الابتدائي، قال في حديثه إلى "الوطن" : "إن المستويات القبلية والبعدية للطلبة المشاركين كانت نوعية باقتدار، حيث كان التركيز في التدريس على مواد العلوم والهندسة التجريبية، فكانت منتجات الطلبة متخصصة في تطبيق التجارب التي تحصلوا عليها خلال فترة البرنامج". فتوزيع الساعات في برنامج موهبة للصف السادس كان 45 ساعة تدريب عملي، 14 ساعة تدريب مهاري، و9 ساعات ونصف للتدريس النظري.

أما عبد الله مسيحل هو الآخر فكما قام بتطبيق إحدى تلك النظريات قام بتجريب جهاز الكشف عن السرقات مبكراً قبل حدوثها، ووجد صدى واسعا في قاعة العروض من الحضور الذين قابلوه بعد "تطبيق واقعي" أمام الأعين بالتصفيق الحار، خاصة من قبل أحد القيادات العسكرية الذي حاضر في العرض قائلاً: هؤلاء علماء صغار يمكن الاعتماد عليهم في خدمة إطارات المجتمع المحلي ككل.

عالم ستيف جوبز، أو ملهم العالم بمنتجات آبل، كان حاضرا هو الآخر، ولكن بطريقة مغايرة عبر ابتكار صغير لزياد قاري، وهو طاولة خاصة لجهاز اللوح الكفي الذكي "الآيباد"، كدلالة رمزية في التصنيعات المستقبلية.

مشاريع علمية متنوعة قدمها الطلاب، منها جهاز يوضع في مقدمة السيارات، يقلل بنسب كبيرة حوادث الاصطدام بين السيارات، فيما ابتكر آخرون طرقاً جديدة كاستنساخ للمشاريع العملاقة في جدة للحد من مخاطر مياه السيول، من خلال مخارج جانبية يتم وصلها بأنابيب تمتد للحدائق العامة.

مدير برنامج موهبة في جدة محمد باعشيرة يشير في سياق حديثه لـ"الوطن"، إلى أن البرنامح العلمي لموهبة امتد لثلاثة أسابيع بواقع حضور يومي تجاوز 9 ساعات، مضيفاً أن البرنامج العملي كان الأكثر تفضيلاً من الجانب النظري، حيث وصل عدد المشاريع العلمية المقدمة إلى 17 مشروعا علميا، وأوضح أن عدد المشاركين 110 طلاب من مختلف مدارس المرحلة الابتدائية بجدة.

وعلى طريقة "العلماء الكبار" كان المبتكرون يطالبون بمعرض يضم ابتكاراتهم التي قدموها للبرنامج، مستندين على خدمة مجتمعهم متى ما طبقت أفكارهم على أرض الواقع.