في مباراة السعودية والأرجنتين لم أشاهد محللا رياضيا متفائلا قبل المباراة على أي من القنوات الفضائية التي نقلت الحدث، كان التشاؤم سيد الموقف، قبل انطلاق صافرة البداية، وحتى مرور أكثر من ربع ساعة، عندما سمعت عددا من المعلقين على المباراة وهم يتغزلون في أرجل نجوم الكرة العالمية!.

بالفعل يكون الإعلام الرياضي عرضة لمواقف مخجلة للغاية، ويصبح مشوها، والشاهد تلك الصورة التي ظهر بها عقب انتهاء المباراة، ونحن نعلم جميعا أن من يحللون في هذه الفضائيات كانوا يتوقعون أن يمنى "الأخضر" بخسارة قاسية، حتى إن أحدهم لم يجد تبريرا لمواقفه من المنتخب بعد نهاية المباراة، وبعد المستوى المبهر الذي ظهر به لاعبونا إلا أن يقول: "أجد للمنتخب العذر في اللعب بهذه الروح الانضباطية؛ لأن المنتخب الأرجنتيني لم يلعب بجدية"!!.

ما هذه الانهزامية؟!، وكيف يمكن لإعلام كهذا أن يشجع أو يدفع بكرة القدم إلى الأمام؟، لماذا يتوجب علينا كمتابعين للمشهد الرياضي أن نتحمل بعض المحللين الذين لا تجد منهم إلا الإحباطات، والتقليل من شأن الكرة لدينا؟.

المشكلة الأخرى في هذا الجانب لا تظهر به بعض قنوات "يوتيوب" من برامج ساخرة، حول كرة القدم السعودية، إلى درجة جعلت من البعض يفخر قائلا: "نريد أن تكون هناك لعبة شعبية أخرى غير كرة القدم، لقد مللنا من الإخفاقات"!.

بالنظر إلى تلك الحالة، نجد أن التشاؤم سيطر على جميع من يحبون المنتخب، ويتحمل جزءا من مسؤولية ذلك الإعلام الرياضي، خاصة التلفزيوني الذي كما ذكرت أنه يعاني من فراغ كبير جدا من ناحية المضمون. ويركز دائما على خلافات الأندية، والمشاكل التي تحدث خارج ملعب كرة القدم.

وأهمس في أذن القائمين على هذه القنوات الرياضية، أن الشطارة ليست في النقد الساخر والمتشائم، ولكن الشطارة في التحليل بموضوعية، ومعالجة أي مشاكل بمزيد من العقل والتروي. ولعل حديث بعض نجوم المنتخب بعد المباراة خير دليل على ذلك، عندما قال بعضهم "أثبتنا أننا لسنا محل سخرية أحد"!.