أقل المتشائمين لنتيجة المنتخب السعودي أمام نظيره الأرجنتيني في لقاء أول من أمس التجريبي، كان يتوقع خسارة الأخضر بهدفين على أقل تقدير إن لم تزد الغلة، إلا أن الواقع جاء مخالفا ومفاجئا بالنسبة لأبناء التانجو من عطاء "جيل" السعودية القادم، بعدما سلخوا كل الفوارق الرقمية في تصنيفات الفيفا خلال الأشهر الماضية، وقلبوا سيناريو مواجهة إسبانيا رأسا على عقب، وقدموا أجمل 90 دقيقة طالما انتظرناها لسنوات طوال. تلك المباراة جاءت لتفتح آمالنا مع إطلالة العام الهجري الجديد بأن لدينا المزيد.

رفع المنتخب السعودي الخجل عن وجوهنا، كما رفعه عن فرانك ريكارد، الذي لم تتسع الأرض فرحته منذ قدومه، وأحسبه أنه في تلك الليلة التي أعقبت المواجهة التاريخية، أنه لم ينم وظل يكرر مشاهدة ومتابعة المواقع العالمية للاطلاع على ردة فعلها بعد أن كانت غائبة عنه.

الصور الكروية التي قدمتها السعودية أمام الأرجنتين، نتمنى ألا تكون "فورة" لإثبات القدرات أمام ميسي، سرعان ما تنقضي ونعود إلى حكاية "تيتي مثلما رحتي جيتي"، ومن ثم نعود إلى درجة الصفر التي كنا عليها قبل مواجهة الأربعاء، وأكثر ما أخشاه أن يسير لاعبو السعودية "الجدد" بشكل مكابر وهم يقابلون معجبيهم ورجل الشارع العادي بعدما لفتوا أنظار العالم، يعتقدون أنهم هم النجوم الحقيقيون وبأيديهم مفاتيح البطولات، وعليهم أن يعوا أنه كلما ارتفعت درجة التواضع لديهم، اقتربوا من النجومية وحصد ما يتمنونه، فلا نجعل من نتيجة الأرجنتين "بابا" لتتبع أهواء النفس وبلوغ درجة الكمال وبعثرة المال في كل مكان.

كل ما نريده أن ينظر اللاعبون بدرجة واحدة لكل لقاء يخوضونه، وبفكر احترافي عال، وأن يكون على مسافة واحدة من الإخلاص والتضحية.