إن حياتنا عبارة عن اختيارات يومية بين الجيد والرديء، بين الخير والشر، النفوس عطشى، والعقول ثملى بهمومها، ويجب أن نكون على وعي بأننا نولد من جديد، ليس ميلادا جسديا بل ميلادا روحيا يغير طباعنا وعاداتنا.
في بداية عام جديد تتطلب حياتك فكرا جديدا، وحياة جديدة، تعني أنه يجب أن نبدأ كل يوم علاقة جديدة مع الله ومع الآخرين، حياة جديدة معناها: أنني أنسى الماضي ولا أقلق على المستقبل، بل أعيش اللحظة الحاضرة في أجمل صورها، فالماضي ليس له وجود، والمستقبل ما زال في علم الغيب، إنها بين يدي الله يمنح كل شيء، طرقه غير طرقنا حتى لو بدت لنا أنها غير ملائمة، إذا طلبت من الله شيئاً وأعطاك ما لا تريده، فثق.. يجب أن تثق أنه سيمنحك دائماً ما تحتاج إليه في وقته المناسب. يجب على الإنسان أن يبحث عن تلك الطاقة الكونية المحركة له. "وفي الأرض آيات للموقنين"، "وفي أنفسكـم أفلا تبصرون".
عبر صفحتي على "فيس بوك" التي تتحدث عن مفاهيم وطرق مختلفة لجعل الحياة أجمل وأسهل، وكيف نعيد تشكيلها بحيث تظهر كحياة جديدة وهي صفحة "الجذب العقل الكوني" كتبت الكثير عن فكرة أن الإنسان هو المسؤول الأول عن جذب الأحداث والأفكار التي تشكل حياته، هل سبق لك أن فكرت في شيء لست راضياً عنه وكلما فكرت بشأنه ازداد الأمر سوءاً؟ ذلك أنك عندما تفكر بشكل دائم في شيء بحد ذاته فإن قانون الجذب يجلب المزيد من الأفكار المشابهة، بحيث يبدو لك أن الأمر يزداد سوءا، وكلما منحت الأمر مزيداً من التركيز زادك الأمر انزعاجاً، فأنت تجذب ما يوازيها، ليرجع إليك.
إن الامتيازات التي يملكها الإنسان هي إرادته الحرة، أي اتباع ما يمليه عليه قلبه وعقله وحده، فهذه الإرادة يمكن أن يستعملها بشكل بناء أو بشكل هدام. حيث يستطيع الإنسان خلق جنته الخاصة به أو جحيمه, فهما من صناعة وإبداع أفكاره, إنه التعامل مع العالم اللانهائي من الوعي وليس العالم المحدود.
إن الدخول في سنة جديدة فرصة رائعة لتجديد حياتنا وتجديد الأمل فينا، فلا تدخل السنة الجديدة بأسلوب عادي تقليدي بل أدخل الحياة العادية بأسلوب جديد.. ابدأ من جديد، تغير للأفضل في حياتك، حولها إلى كل ما يجعل لها معنى.. يقول الإمام علي كرّم الله وجهه (كل متوقع آتٍ).. توقعوا لأنفسكم الأفضل دائماً وتفاءلوا.