في استفتاءات نهاية العام سوف توضع لقطة "ميسي والرشاش" ضمن أشهر اللقطات الرياضية لعام 2012، ويمكنها أن تفوز بجوائز عديدة في مجال التصوير الرياضي في أي مسابقة عالمية متخصصة تتقدم لها، ومن حق مصور الوطن الزميل محمد مشهور، أن ينال الإشادة على هذه الصورة؛ لأنه كان موجودا في الوقت المناسب في المكان المناسب، والأهم في الزاوية المناسبة لالتقاط هذه اللحظة المعبرة، وهذا هو المطلوب من أي مصور محترف اليوم، ولعمري إنها مهمة تشبه المستحيل، ولا دخل للحظ فيها، بل هي نتاج عمل لساعات متواصلة، وجهد ذهني وبدني لا يعرفه إلا من عمل في مجال التصوير الصحفي.

في هذه الصورة، تتجلى لمحة من عبقرية ميسي في ذلك التعبير الذي يبدو أنه رسمه بعد أن لمح كاميرا المشهور!؛ ليجعل من لحظة وصوله الروتينية لحظة مميزة له ولمحبيه في أركان الأرض.

إن تعبير الخوف الذي اصطنعه ميسي هو الذي أوجد الصورة، ودونه تصبح مثلها مثل ملايين الصور التي التقطت لهذا النجم في بلاد الدنيا كلها. وهذا التعبير ليس خوفا حقيقيا من الرشاش، بل هو خوف "سينمائي" من رجل احترف الوقوف أمام العدسات منذ طفولته، ويعرف أثر الصورة، وما الذي يجعلها مميزة، وقدرتها على التسويق له، وكيف يمكن لتعديل بسيط في وضعيته أن يحولها من لقطة "تذكارية" إلى حدث تتلقفه صحافة العالم. ثم إن هذه اللقطة لو صورت من أي زاوية أخرى غير هذه الزاوية، أو في أي جزء آخر من الثانية قبل، أو بعد، أو لو كان فيها غير ميسي لما أصابت هدفا.