شهدت منطقة عسير أمس، لليوم الثاني على التوالي، أمطارا تراوحت بين متوسطة وغزيرة، وشكلت تجمعات للمياه في مخطط حسام بخميس مشيط، جرى التعامل معها من قبل بلدية المحافظة.

وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي لـ"الوطن" أمس، أن منطقة الصناعية بغرب خميس مشيط وغرب أبها ونهران، شهدت أمطارا غزيرة، في حين كانت متوسطة على غرب أبها ومدينة سلطان، لافتا إلى أنه ورد إلى عمليات الدفاع المدني تنبيه جوي رقم 1 من الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة عن توقع عاصفة رعدية ممطرة، وذلك خلال الفترة من الثانية والنصف ظهرا وحتى الخامسة والنصف مساء، وجرى تمريره لمراكز ووحدات الدفاع المدني لرفع الجاهزية كإجراء احترازي متبع.

وأضاف العاصمي، أن أمطار أمس لم تخلف حوادث تتطلب مباشرة الدفاع المدني، باستثناء تجمعات مائية في مخطط حسام بخميس مشيط، جرى التعامل معها من قبل بلدية المحافظة، لافتا إلى صدور توجيهات مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء عبدالواحد الثبيتي، برفع حالة التأهب لدى إدارات ومراكز الدفاع المدني في المنطقة كافة، وجرى اتخاذ التدابير كافة لمواجهة ما قد تشهده المنطقة من أمطار خلال الفترة المقبلة، وبما يحقق سرعة الاستجابة والتخفيف من تبعاتها، من خلال تنفيذ الخطط الخاصة بتلك الحالات التي تضمن توزيع المهام بين العاملين وسرعة تنفيذها وصولا إلى تحقيق السلامة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

تركيز على الأودية

وأشار العاصمي، إلى أن الدفاع المدني يتابع وباستمرار حالة الطقس مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، ويتعامل مع المعلومات الواردة بما تستحقه من إجراءات، فيما أشار إلى أن كوادر الدفاع المدني لا يعملون بمفردهم بل بتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل أمانة المنطقة والمرور والكهرباء ومصلحة الأرصاد وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

وأضاف العاصمي أن جل تركيز الدفاع المدني خلال هطول الأمطار سيكون على الأودية على اعتبار أنها مصدر خطر مقارنة بما تحتويه وتنقله من مياه الأمطار، فيما يجري التنسيق مع إدارة المرور لإغلاق بعض الطرق التي قد تشكل خطرا على المارة. وأكد أن دوريات السلامة التابعة للدفاع المدني تجوب الأودية، وتبلغ مركز القيادة والسيطرة بالمعلومات اللازمة عن نتائج الجولات.

تكثيف دوريات المرور

من جهته، أوضح مدير مرور منطقة عسير العميد سعيد بن علي مزهر، أن إدارته سجلت أمس عددا من حوادث انزلاق المركبات، وعملت على تكثيف الدوريات المرورية، بهدف تنظيم حركة السير، ومباشرة ما قد يقع من اختناقات وحوادث مرورية، مشيرا إلى أن القيادة في هذه الظروف تتطلب مزيدا من الحذر.

إسعاف حالات إصابة

إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي لفرع هيئة الهلال الأحمر في المنطقة أحمد إبراهيم، أن فرقا إسعافية تدخلت أمس لنقل حالات إصابات وقعت بسبب حوادث سير في أبها وخميس مشيط، من جراء الأمطار وانزلاق المركبات.

أما مدير عام خدمات الركاب والمبيعات بالإقليم الجنوبي للخطوط السعودية سعيد الفريح، فأشار إلى أنه تم تأجيل إقلاع ووصول بعض الرحلات لوقت وجيز وتحديدا في فترة ما بعد الظهيرة، إلا أنه تم استئنافها عقب تحسن الأجواء، في حين يجري التواصل مع مصلحة الأرصاد لمتابعة تطورات الساعات المقبلة.

أجواء ربيعية

وفي سياق متصل، خلفت الأمطار التي شهدتها أبها وخميس ومشيط وظهران الجنوب والنماص أجواء بانورامية دفعت بآلاف الأسر من أهالي المنطقة والمصطافين إلى الخروج للمتنزهات والحدائق للاستمتاع بالأجواء الغائمة، ومشاهدة جريان السيول في بعض المواقع، في حين أسهم هطول الأمطار في تنقية الأجواء من موجة الغبار التي كانت قد تعرضت لها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما أكد المدير العام لفرع هيئة السياحة والآثار في المنطقة، أمين عام مهرجان أبها عبدالله مطاعن، أن أمطار اليومين الماضيين تعد بمثابة بطاقة دعوة لمواطني المملكة ودول الخليج كافة لزيارة عسير، التي تشهد تزايدا في أعداد السياح يوما بعد آخر، متوقعا أن تسهم الأجواء الربيعية التي خلفتها الأمطار في زيادة الإقبال على متنزهات المنطقة، وتحقيق الارتياح للزوار.

وفي محافظة خميس مشيط، شكلت الأمطار تجمعات مائية في شوارع حي حسام، وأعاقت وصول البعض إلى منازلهم أو الخروج منها، وحمل عدد من المواطنين بلدية المحافظة مسؤولية كل التلفيات التي تلحق بهم وذلك نتيجة سوء تصريف المياه، فيما حولت الأمطار النفق المتعثر الذي يقع على طريق أبها – خميس مشيط إلى بحيرات مائية.

الاستمتاع بالطبيعة الخلابة

وفي محافظة ظهران الجنوب، هطلت أمس أمطار ما بين غزيرة ومتوسطة، سالت على إثرها الأودية والشعاب المحيطة بالمدينة، وشجعت الأجواء الممطرة والخضرة الدائمة خاصة للمزارع الممتدة على ضفتي وادي العرين وسط المدينة كثيرا من الأهالي والمصطافين على الخروج للاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة.

ورصدت "الوطن" العشرات من سيارات المصطافين المتجهة لمتنزهات علب والقو والحمرة والعشة والثويلة، فيما فضل آخرون التوجه لقرى آل المونس والطلحة وآل السحامي وآل السيار والحي القديم للاستمتاع بمناظر بساتينها المثمرة وقصورها الشاهقة.

وأكد مدير وحدة مرور ظهران الجنوب، رئيس رقباء علي حسين القحطاني، عدم تسجيل أي حوادث مرورية بسبب الأمطار، داعياً إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من السرعة الزائدة لاسيما في الأجواء الممطرة.

إلى ذلك، شهدت محافظة النماص أمس أمطارا متوسطة على أجزاء متفرقة من المحافظة شملت جنوب المحافظة من قرى الظهارة وبني مشهور سالت على إثرها الأودية والشعاب، وأسهمت الأمطار والضباب في توافد مزيد من السياح من داخل المملكة وخارجها مما يتوقع معه أن تشهد المحافظة توافد مزيد خلال هذه الأيام للاستمتاع بهذه الأجواء الخلابة وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والبرامج والفعاليات الصيفية، التي يتم توفيرها من قبل لجنة التنمية السياحية بالمحافظة.