ما الذي يدفع هيئة إعلامية عريقة يبلغ عمرها 90 عاما مثل "بي بي سي"، أن تتستر على المذيع جيمي سافيل، المتهم بانتهاكات جنسية واسعة؟! الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى معرفة الحقائق أولا، ومن ثم التركيز على تاريخ "بي بي سي" الفضائحي في بريطانيا وحدها فقط.
فإذا كان النائب عن حزب المحافظين البريطاني روب ويلسون، صرح في حديث صحفي قائلا: إن أي تصرف يجافي الحقيقة من قبل "بي بي سي" يقلل من الثقة التي تحظى بها لدى الرأي العام البريطاني، فماذا يمكن أن نقول عن فرع هذه الهيئة في منطقتنا؟.
"بي بي سي" وكل تلك القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية، لا تختلف حالا عن أي قنوات إخبارية لديها أجندات سياسية معينة، ولذلك فنحن العرب ندرك أجندة هذه القنوات، عندما تتغاضى أو تقلل من أهمية ما يحدث في غزة، وحمام الدم الذي افتعلته إسرائيل، والهجوم البري غير المبرر على الأراضي المحتلة، لذلك فمثل هذه القنوات تنجو بفعلتها ولا يحاسبها أحد!.
وبالنسبة لـ"بي بي سي"، فإنها تخاف كثيرا من مشاهديها في بريطانيا، وتعلم جيدا أن "المشاهد البريطاني" لا يمكن استغفاله بطريقة غبية كما حدث في قضية سافيل!.
عندما نشاهد "بي بي سي العربية" تتجاهل إسرائيل دائما، ولا تثير القضايا حولها وتركز على شؤون عربية داخلية، وتثير الجدل حول تلك الشؤون، فإنها ببساطة تلعب مثل غيرها من وسائل الإعلام الغربية على أوتار سئمنا منها مثل "الديموقراطية والحرية وغيرها من الشعارات".. تلك الشعارات لا تحمي "بي بي سي العربية" أو غيرها من الفضيحة الإعلامية، وخير دليل على ذلك ما حدث لشقيقتها الناطقة بالإنجليزية!.
وإذا كانت هذه هي الحيادية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، فمن الأفضل أن تغلق هيئة الإذاعة البريطانية قناتها الناطقة بالعربية؛ لأنها لا تنقل الحقيقة بكل وقائعها في غزة وفي غيرها من مناطق الصراع.