"لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها"، ميزت هذه العبارة مداخلة رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، خلال نقاش دار في جلسة عُقدت بعنوان "المجتمع والحكومات: تعاون وتكامل".

يعتذر الطابع بأمر الله ـ أولا ـ لقرائه الكرام وقراءاته الكرامات، الذين كانوا ينتظرون "سحيماويات درزن" كعادات سعادات فخامات فضيلاتهنهم كل خميس؛ فهذا التصريح الذي نشرته "الوطن" على مسؤولية الزميل "محمد الحليلي" لا يمكن تأجيل الابتهاج به، وقد قرأته قبل أي شيء أمس، وأرسلت لأخي العزيز "طلال بن حسن آل الشيخ" قائلاً: "اجعله شعاراً للوطن تكفى يا أبا تركي"!

في الأول من لقاءين اثنين لا ثالث لهما بـ"خالد الفيصل" قلت له على الملأ: "أنا لا أعرف صاحب السمو الملكي الأمير/ "خالد الفيصل"، لكنني أعرف جيداً الشاعر الزميل "دايم السيف"! وقد كنت ـ ولا فخر ـ أول من تجرأ على "محمد عبده" الصوت الخالد، وهو أكثر من غنى للزميل "دايم السيف" ما غيره!

نعم لا أعرف صاحب السمو الملكي الأمير "خالد الفيصل" المسؤول في الدولة "شخصياً"، ولكنني أشهد لله تعالى القائل: {ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) ثم للتاريخ الذي لا يظلم ولا يرحم ولدي شهودي وإثباتاتي: أنه كان يرد على أية مكالمة ويصغي لأي نقد من أي "مواطٍ"، وأنه صادق في عبارته المسؤولة أعلاه، وأنه صادق في إصغائه للشباب وتلمسه همومهم في منطقته؛ حين كان أول مسؤول يبادر إلى ذلك قبل أكثر من عام!.

ولكن ـ وأنا واثق أنه يسمعني جيدا ـ لماذا لن يصدقني كثير من الناس؟ ولماذا سيجير الكثير أيضا هذا التصريح "الفيصلي" لمجرد الاستهلاك الإعلامي؟ ولماذا ـ ومنذ مبطي ـ ينظر إلينا القراء بعين الريبة "اليمرى" إذا مدحنا مسؤولا، ويغمزنا البعض: "كم شرهوك"؟ ولماذا ينظر إلينا بعض المسؤولين بالعين "اليسنى" ويشككون في وطنيتنا إذا انتقدنا مواقع خدمتهم للوطن؟.

إنه الإعلام الرسمي مقروءا ومسموعا ومرئيا، الذي ترك كل واجباته، واقتصر على الرقابة المبالغ فيها، وتكميم الأفواه والأقلام التي (قد) تقول شيئا (قد) يغضب المسؤولين! إعلام: "كل شي زين طال عمرك"! فإذا وصل للمسؤول شيء "غير زين" قال: لا تهمك هذه الأقلام والأصوات المشبوهة طال عمرك"! إعلام المرايا المحدبة: صور المسؤول صلفا متعجرفا لا شيء يشغله إلا التربص بمن يغضبه ولو بكلمة! وصور الناقد لأي شيء صاحب أهداف شخصية ضيقة لا تهمه مصلحة وطنه العامة!.

وما يعتصر النفس ألما أن المسؤول عن هذا التشويه الإعلامي العريق هم النخبة المثقفة، وكم قلنا: الويل لأمة مثقفوها هم مخوفوها!.

أما الآن فاسمح لي ـ يا أبا بندر ـ أن أضيف على عبارتكم الفارهة: "ولا خير فيهم إن لم يتخذوها شعارا عمليا" (قد) يكفر عن ذنوبهم بحق الأجيال القادمة!.