أكدت نتائج دراسة حديثة أجرتها إحدى شركات الكمبيوتر أن السعودية تتصدر الدول من حيث معدلات الإنفاق على الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو، حيث يصل معدل إنفاق الفرد إلى 2000 ريال شهريا. وقالت الدراسة إن مصر جاءت في المرتبة الثانية بعد المملكة.

من جهته، أكد المتخصص في التقنية والألعاب المدير التنفيذي لموقع "تاكو" للألعاب عبدالله حامد إن منطقة الشرق الأوسط تفتقر لإحصائيات عالمية لأن شركات مثل "مايكروسوفت" و"سوني" و"أبل" وموزعي الألعاب لا يفصحون عن المبيعات و الأرقام. كما أن إحصائيات الألعاب موزعة دائماً بين دبي والسعودية، وذلك لوجود نظام الوكالات في السعودية مما يجعل جميع مبيعات السعودية تتبع لمنطقة دبي وذلك يتسبب في عدم الوضوح في الإحصائيات.

وأوضح حامد أن هناك دلالات تؤكد كبر حجم السوق المحلي لو نظرنا إلى كلمات البحث في محرك مثل "جوجل"، حيث نجد أن كلمة الألعاب يتم البحث عنها فوق 24 مليون مرة شهرياً في السعودية فقط. وأشار الحامد إلى أن إحدى الألعاب السعودية وهي لعبة "كملنا" بيعت بمبلغ يفوق 10 ملايين دولار لشركة ألعاب تركية.

وكشف الحامد أن موقع الألعاب الذي يشرف عليه يضم 15 مطورا سعوديا ربعهم من النساء، لكنهم لا يجدون الدعم المؤسسي والإعلامي والتمويلي للنهوض بصناعة الألعاب. وأضاف "رغم أننا أكثر الشعوب إنفاقا على الألعاب إلا أن صناعة الألعاب العربية في مرحلة ما قبل الولادة وتحتاج لرعاية وتغذية والكثير من الخبرات والدعم المعنوي قبل المادي. فهي ليست حرفة تتعلمها عن طريق كتب أو دراسة ولكنها تحتاج للكثير من الممارسة والفشل والمثابرة، لذلك فنحن نحفز الشباب على تطوير ألعابهم لتزيد خبراتهم ليتمكنوا من النجاح بأسرع الطرق الممكنة". وأكد الحامد أن كل تلك الظروف جعلته يفكر بتأسيس موقع للألعاب لتوفير خدمات النشر للألعاب وللمطورين العرب لألعابهم ويساعدهم في التربح منها من خلال الإعلانات ووسائل أخرى. وقال إنه يطمح لتوفير فرصة لإبراز مواهبهم وصقلها ليتمكنوا من صنع ألعاب أفضل لنشرها إلى العالم وبذلك يكون سوق الألعاب السعودي فرصة شهية للمستثمرين لدعمهم مادياً أو معنوياً.

وأكد الحامد أن الرياض أصبحت رابع مدينة تقام بها مسابقة "زنقة الألعاب" بعد القاهرة وبيروت وعمان وهي المسابقة التي يتجمع فيها هواة تطوير الألعاب ويتم التصويت على لعبة يتم تطويرها ويختار أفضل الألعاب واحتوت "الزنقة " هذا العام على 35 لعبة وهي ضعف عدد الألعاب في الأعداد السابقة. وأضاف أن الحدث تمت تغطيته من قبل أكبر مواقع صناعة الألعاب في العالم مفيدا أن المسابقة ستقدم جوائز تفوق 10 آلاف دولار, و"نتوقع تسجيل ما يزيد عن 200 مطور ألعاب من كل البلاد العربية".

وبين الحامد أن تحديا كبيرا يواجههم يتمثل في انعدام قصص نجاح داخل المجتمع عن صانعي الأبطال من الهواة، فالكثير ممن يفكرون في اختيار صناعة الألعاب يشعرون بالإحباط عندما يجدون بأنه مجال ليس بالسهل خاصة أن كثيرا من صانعي الألعاب في السعودية ما يزالون في بداياتهم ولا يجدون الدعم المادي والمعنوي المطلوبين.

وذهب الحامد إلى أن النساء يشكلن نسبة 50% من صانعي الألعاب في المملكة، مشيرا إلى أن النساء والأطفال هم أكثر الفئات انجذابا للموقع حالياً وبعض الشباب الذكور المتحمسين لفكرة تطوير الألعاب. واختتم الحامد حديثه قائلا "نتوقع تغييرات أفضل في المستقبل.. لدينا الكثير من المطورين وعندما نصل إلى مستويات أعلى يمكننا حينئذ أن نجذب الجميع حتى من مواقع عالمية".