نفى النائب في مكتب الديموقراطية وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بيير أن تكون بلاده قد ساهمت في الربيع العربي من خلال التخطيط أو الإدارة عبر ما يعرف بـ"القوة الناعمة"، مبيناً أن واشنطن تدعم حرية التواصل بين الجماهير بلا قيود دون أن تكون لهذا أهداف محددة، وقال "حرية العمل على مواقع التواصل الاجتماعي لها نتائج لا يمكن السيطرة عليها أو تقييمها أو حسابها، فلا يمكن أن تسيطر على ردود فعل الجمهور الذي يتواصل مع العالم دون أن تنجح الحكومات في منعهم من هذه الحرية". وأضاف لـ"الوطن" أن الحكومات حول العالم لم تعد تستطع ضبط توجهات الجماهير التي انطلقت في علاقات تتجاوز الحدود، مبيناً أن علاقة بلاده مع الشعوب أصبحت غير مرتبطة بعلاقاتها بالحكومات ووزارات الخارجية في تبني علاقات إنسانية بشكل مباشر أكثر.

وأشار إلى أن الشباب يمثلون القوة الحقيقية في العالم ويشكِّلون 44 % من سكانه، كما يمثلون نسبة أعلى في دول العالم الثالث، معتبراً أن دعم واشنطن للشباب هو مسؤولية لا تحمل أهدافاً محدَّدة، وقال "نريد إعطاء الشباب الفرصة للوصول وتحقيق أحلامهم، ونحن نرى أموراً رائعة نتجت من الربيع العربي لكنه نتاج ثورة حرة مستقلة من الشباب الراغبين في رسم مستقبلهم".

وبين المسؤول الأميركي أن واشنطن تسعى إلى إدخال الشباب في حوارات مستمرة معها عن طريق السفارات ووزارة الخارجية للاستماع إلى الحلول التي يقدمونها لنساهم في التغيير في حياتهم اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، مؤكداً أن الحكومة الأميركية لا ترغب في رؤية الثورات والعنف والعنف المضاد لكنها تريد أن تساعد الشباب لتحقيق أفكارهم وتطويرهم ليكونوا قادة المستقبل "رغم أنهم لا يتفقون مع سياساتنا دائما لذلك فنحن نعمل على التحدث معهم بصراحة ليكونوا جزءاً من خططنا ومشاريعنا".

وبين أن السفارة الأميركية في القاهرة عملت على دعم انخراط الشباب المصري في الانتخابات والمشاركة في صياغة العملية السياسية في مصر بشكلٍ واضح، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت حلقة الوصل الأساسية للعمل مع الشباب وبشكلٍ جماعي أو فردي دون اشتراط موافقاتهم لسياساتنا لكن مع الرغبة في تفهمهم لوجهة نظرنا حتى لو لم يوافقونا عليها