ليست المرة الأولى التي تحضر فيها فلسطين بقوة على منبر الأمم المتحدة، كصاحبة قضية محقة، وتحظى باهتمام دولي شامل، كون قضيتها تمتد إلى مرحلة الاستعمار الغربي، بعد أن انسحب من معظم الدول التي احتلها، أو انتدب عليها بعد فترة الحرب العالمية الأولى.

في 13 نوفمبر من العام 1974 كان الشهيد ياسر عرفات ضيفا على الجمعية العامة للأمم المتحدة. يومها حمل مسدسه بيد، وغصن الزيتون في اليد الأخرى، طالبا من العالم ألا يسقط غصن الزيتون؛ لأن "الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين" ـ حسب قول "أبو عمار" ـ وهو كان محقا في ذلك.

منذ ذلك التاريخ، وحتى من قبله بعشرات السنين، كانت فلسطين هي البوصلة التي لا يمكن لحر في العالم إلا أن يتذكر المذابح والمجازر التي ارتكبها الصهاينة قبل أن يحتلوا فلسطين، بحق أبنائها في كفرقاسم ودير ياسين، وبعد ذكل بعشرات السنين في صبرا وشاتيلا وجنين. إن فلسطين هي أرض الحرب والسلام، فهل يفقه العالم ذلك؟.

اليوم يعيد "أبو مازن" ما قاله "أبو عمار"، ومن على المنبر نفسه، لكنه هذه المرة لا يحمل مسدسا، بل يحمل جواز سفر فلسطيني، تسعى إسرائيل إلى تمزيقه ومحو شخصية من يحمله. يريد فقط أن يفهم العالم أن أرضه ـ خلافا لما تدعيه إسرائيل ـ هي أرض محتلة وليست أرضا متنازعا عليها.