يحظى مسجد القبلتين في المدينة المنورة بمكانة خاصة ليس في قلوب أهالي المدينة وحسب ، بل حتى الحجاج والزوار والمعتمرين الذين يحرصون خلال زيارتهم للمدينة، على الصلاة في هذا المسجد الذي يحكي قصة تغير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهو الأمر الإلهي الذي كان المقصود منه معرفة مدى إيمان الصحابة بأوامر الله.

مسجد القبلتين الذي يقع في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي ينسب لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض من المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويبين المؤرخ والمهتم بحضارة المدينة المـنورة أحمد أمـين مرشد أن المسجد سمي بذلك نسبة إلى أن عددا من الـصحابة في عهد رسول الله صلوا فيه صلاة واحـدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كـانت إلى بيت المـقدس، وفي العام الثاني للـهجرة نـزلت آيـة تحـويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسـول الله صلى الله عليه وسلم أحـد الـصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المـدينة، وجاء الـصحابي والناس يصـلون فأخـبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة.

ويضيف أحمد مرشد أن المسجد جدد بناؤه في عهـد عمـر بن عبدالـعزيز 87 ـ93هـ ، وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ، وفي عهـد المؤسس الملك عبدالعزيز بن بن عبدالرحمن يرحمه الله ، أمر في عام 1350هـ بتوسعة المسجد وبناء مئذنة لها سلـم، وأقيم سور حوله فيما بلـغت التوسعة في ذلك الوقت 425مترا مربعا، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله وفي إطار الاهتمام الكبير بالحرمين الشريفين كان لهذا المسجد النصيب الأوفى من جهة إعماره الإعمـار الإسلامي الـبديع فتم إنجاز مشروع إعادة بناء وتوسعة مسجد القبلتين في أوائل عام 1408هـ ليكون تحفه في الإنشاء والتصميم.

فيما أخذ التصميم العام للمسجد شكل المثلث واحتوى على دورين على أربع جهـات الجنوبية ويبلغ طولها 95مترا والغربية 82 مترا وتتوسط المسجد قاعة صلاة بمساحة 119مترا مربعـا تتسع لألفى مصل وتشمل هذه القاعة على شرفة بمساحة 400 متر مربع خصصت للنساء على دور مرتفع إلى الخلف من القاعة أما الدور السفلي فاشتمل على صـالة الوضوء التي صممت على أحسن المستويات وتتسع لـ80 شخصا بالإضافة إلى ذلك فقد اشتمل هذا الدور على فناء مزروع بأشجار النخيل.