شاهدت "لوحة خدمية" أرقى -في نظري- من أي لوحة فنية مهما غلا ثمنها.. حتى لو غضب التشكيليون مني..

لوحة تحمل جمال الإيجابية، وروح التعاون، مبدأ النقد البناء، وطموح التميز..

لوحة زرعت في أحد شوارع محافظة عنيزة الجميلة، ونشرت صورتها "الوطن" قبل فترة، تحث المواطن على العمل مع البلدية كمراقب لعملها وناقد بنّاء لخدماتها التي تقدمها له.. وتشير عليه بالتقاط أي ملاحظ يراها في صورة وإرسالها عبر "الواتس آب" من خلال الهاتف، تعاون بسيط في عمله عظيم في بنائه إذا استفادت منه البلدية في ترقية خدماتها وتلافي أخطائها والاستفادة من الأفكار.

فكرة رائعة.. أن تجد مسؤولاً أو إدارة تسعى للاستفادة من التقنية الحديثة بتقييم خدماتها وعملها قبل أن يصلها عبر الإعلام، لكن بعض مؤسسات الدولة لا تزال تفكر بطريقة بدائية، فتطلب من أي صحفي يستفسر عن معلومة، إرسال خطاب رسمي بالفاكس، وكأن التقنية توقفت عند اختراع الفاكس..!

مضى أكثر من شهرين على تفعيل "بلدية عنيزة" لهذه الخدمة، ولو استفادت منها دون تعالٍ على ملاحظات المواطنين واقتراحاتهم لأصبحت "عنيزة" الأجمل بين مدننا.. ولو استفادت بقية البلديات من "عنيزة" لكانت بلادنا راقية.. لكن يجب أن تتحمل البلديات كثرة الملاحظات في البداية ولا تنتكس عن المشروع، فعيوب "البلديات" كثيرة وارتباط المواطن بخدماتها أكثر من غيرها.

ما أخشى منه أن يكون فتح هذه القناة للتواصل مثل "موضة" إنشاء صفحات لكثير من إداراتنا على "تويتر" و"فيس بوك" التي كانت فقط للنشر الإعلامي ولم تكن للتواصل كما ظن المواطن..!

وسيكون جميلاً لو نشرت "بلدية عنيزة" كم رسالة ملاحظات وصلتها، وكم اقتراحاً تلقته.. وماذا تم بشأنها ولو باختصار شديد ليشعر المواطن بردة الفعل على تفاعله معها.

(بين قوسين)

إحدى أمنياتي أن يتم إلغاء "الفاكس" من كل الإدارات الحكومية ويتم إلزامها باستخدام التقنية الحديثة في التواصل.. إحدى إدارات التربية والتعليم في الشمال تطورت كثيراً في التقنية بالتواصل بين إداراتها ومدارسها بإنشاء نظام للمراسلة الإلكترونية، لكنها قتلت "المشروع" بإلزام الإدارة أو المدرسة المرسلة بطباعة الخطاب وختمه وتوقيعه ونسخه عبر "الإسكانر" ثم إرساله على شكل صورة..!