في لقاء جميل ومميز وطويل وواسع، للفنان عادل إمام، مع الدكتورة هالة سرحان، قال عادل إمام جملة في غاية الوعي والأهمية، ضمن إجابة من إجاباته، إذ قال: "أنا أفلامي كلها بتحكي تاريخ مصر".
الحقيقة، أن هذه الجملة القصيرة، قال فيها عادل إمام نقدا مهما لتجربته السينمائية، بصفته واحدا، ليس من أهم، بل أهم من مروا بتاريخ السينما العربية، شعبية واسما وكثافة أعمال، وهذا النقد الذي قاله عادل إمام، في الجملة القصيرة هذه، يُقال في كتاب كامل، يتناول تجربته.
فعلا، الذي يعرف جيدا تجربة عادل إمام السينمائية، ويراجع عينه في دقيقتين، ويسترجع أفلام عادل من ذاكرته، يرى فعلا، أن افلام عادل إمام، تؤرخ لمصر، في كل تحولاتها التاريخية، والفكرية، والاجتماعية، والسياسية، وفي كل فيلم، من أفلامه، إذا استثنينا بداياته الضعيفة جدا، واذا استثنينا أفلامه الرخيصة التكلفة والقيمة الفنية، أو ما تعارف عليه آنذاك في عرف نقاد السينما، بمصطلح "سينما المقاولات"، فإن بقية تجربة عادل إمام السينمائية تؤرخ لكل شيء في مصر.
كثير من أفلام عادل إمام، تؤرخ للبطالة والتدهور الاقتصادي في مصر، وفيلم كفيلم "الإرهابي"، يؤرخ لتنامي الفكر التكفيري في مصر، وفيلم "الإرهاب والكباب"، فيلم يؤرخ لتفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، وفيلم "حسن ومرقص" يؤرخ للصراع المسيحي الإسلامي، الظاهر والمخفي في مصر، وفيلم "مرجان أحمد مرجان" يؤرخ لاتساع رقعة المتنفذين ماليا ونفوذيا في العقود الأخيرة في مصر، وإمساكهم بكل مفاصل الدولة الاقتصادية، واحتكارهم للقانون.
بعيدا عن موقفه المتذبذب من ثورة مصر، إلا أن تجربة عادل إمام السينمائية، هي تاريخ مصر بكل الألوان، ومن يقول غير ذلك فهو مُخطئ. عادل إمام، تاريخ مصر.