كانت الخطوة التي ردت بها إسرائيل على الفلسطينيين، محسوبة. فالاستيطان الصهيوني، ليس جديدا، والاستفزاز اليهودي، ليس بمستغرب.

آلاف الوحدات السكنية وافق على إنشائها مجلس الوزراء الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في اليوم الذي اعترفت فيه الأمم المتحدة بفلسطين دولة غير عضو، وكأن إسرائيل تقول للعالم: اتخذ ما شئت من القرارات، ففلسطين ستبقى رهينة، طالما بقيت الولايات المتحدة ترحب بكل ما من شأنه إبقاء أرض وشعب فلسطين تحت الهيمنة الصهيونية.

ما حصل من ردود فعل كان مفاجئا للفلسطينيين، كما للعالم. فرنسا وبريطانيا استدعتا السفيرين الإسرائيليين في كل من باريس ولندن، وأبلغتاهما احتجاجهما على الممارسات الاستيطانية، وكذلك كان موقف ألمانيا والصين وروسيا. وبالتأكيد فإن الدائرة ستتسع؛ لأن إسرائيل لم تعد الطفل المدلل لدى الأوروبيين كما كانت في السابق. فالوعي الشعبي والجماهيري الأوروبي، لم يعد مؤدلجا، ولم تعد إسرائيل ذاك الحمل الوديع الذي يسعى إلى إيجاد مأوى له، بل بدا على حقيقته، وحشا كاسرا، طرد شعبا من أرضه واستولى عليها، وسط حملة إعلامية مضللة.

بات اليوم في الغرب رأي عام يفرق بين القاتل والضحية، ويرى بأم العين أو بالواسطة، مأساة شعب فلسطين الذي لا يسعى إلى تدمير إسرائيل، ورمي اليهود في البحر، بل يدعو إلى إقامة الدولتين المتجاورتين، على شرط أن تكون دولته قابلة للحياة، وليست إضافة كمية على لائحة الدول المسجلة في الأمم المتحدة.