جامعاتنا تستقبل الطلاب هذه الأيام، وتسرحهم غدا.. منهم من يهرب قبل أن يضيع عمره في تخصص لم يرغبه ولن يوظفه، ومنهم من يضيع عمره دراسة ثم يضيع أكثر منه بحثا عن وظيفة تناسب "البكالوريوس"..!
جامعاتنا تضطر بعض الطلاب لتخصصات لا يرغبونها وغير صالحة للبحث الوظيفي هذه الأيام إطلاقا، بحجة أن مقاعد الرغبات الأخرى امتلأت بمن هو أعلى منهم تقديرا.. وقد يكون هذا من أسباب تسرب 60% من طلاب وطالبات الجامعات المحلية خلال العامين الماضيين، والذي نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" تقريرا عنه قبل أسبوعين.
بعض المشاركين في التقرير من المسؤولين أشاروا إلى أن السبب هو دخول بعض الطلاب للجامعة بشكل عشوائي ودون تخطيط، والبعض عزا الأمر إلى نمطية التعليم في جامعاتنا.. وأنا هنا أضيف إلى الأسباب أسلوب بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وطريقة تعاملهم مع الطلاب فقط (أما الطالبات فلا..!) وخاصة من نال منهم مرتبة عالية أو حصل على الدكتوراه من الخارج..!
سمعت بعض مسؤولي القبول والتسجيل في الجامعات ينبه الطلاب إلى ضرورة التفكير جيدا قبل التسجيل في الجامعات.. وحدثتني نفسي بأن أي طالب سيفكر سيجد أن تقدمه لأي وظيفة حال تخرجه من الثانوية خير له من دراسته خمس سنوات في الجامعة يقضي منها سنة لا يعلم في أي تخصص سيدرس لأنه في السنة التحضيرية، وبعد كل ذلك سيبدأ مشوار البحث عن وظيفة بينما زميله الذي توظف بعد الثانوية سيكون نال خدمة تفوق الخمس سنوات وزاد راتبه وسِلم من الغربة طالبا بمكافأة يسيرة وبلا سكن جامعي..!
وجاء في تقرير "الشرق الأوسط" أن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ذكر في وقت سابق أن تسرب الطلاب المبتعثين عن طريق وزارة التعليم العالي في الجامعات الأجنبية خارج السعودية أقل بـ(كثير) من تسرب الطلاب في الجامعات المحلية.. والسؤال: بناء على كلام الوزير.. أين الخلل في الطلاب أم في الجامعات؟