لست وحدي من تمنى لو أنه أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة جازان عند اطلاعنا قبل يوم السبت الماضي على الوحدات السكنية الفارهة الخاصة بهيئة التدريس التي تم إنشاؤها مؤخرا.

كان الأمير محمد بن ناصر يتجول على مشاريع الجامعة، ويستمع لتفاصيلها، وينتقل بين كلياتها، يدشن كرسيه لقضايا المجتمع، ويحتفل بالمتفوقين المنجزين من طلابها، ويحضر احتفالها بشفاء خادم الحرمين الشريفين، ويشارك أبناءه الفرح والرقص والتطلعات.

أبو تركي لا يكون أكثر انشراحا كما يكون حين يزور الجامعة، فهي المشروع الأهم الذي يرعاه ويرى فيه إنجازه في العقول. يقول: "إن الجامعة منجز راهنت على تميزه وعندما أشاهد الطلاب يتغنون بالوطن أعجز عن وصف ما في داخلي". هذه العلاقة توجها أخيرا بكرسي يحمل اسمه، وكان اختياره موفقا حين اختار قضايا المجتمع لتكون مهمة الكرسي، وهذا ما لا يتسع له مقال محكوم بمساحة محددة.

بالتأكيد سيبدو غريبا أن يلقي طالبٌ كلمة الجامعة في احتفال كبير خصوصا أن مدير الجامعة حاضر مع كل طاقمه، لكن تزول الغرابة حين تتذكر أنك في جامعة جازان. وبالتأكيد ليس غريبا أن يتسلم طالبٌ، ضمن طلاب مبدعين، جائزة الإخراج المسرحي من يد الأمير، الغريب أن يكون هذا الطالب هو مخرج الحفل كله، والغريب أن كل مفردات الاحتفال نفذها الطلاب، لكن تذكر أنك في جامعة جازان.

ولأنه في جيزان فلن يتردد قينان الغامدي في القفز برشاقة من مقعده ليصطف مع الراقصين، وتتبعه أسماء مشرقة، وسيقوم الأمير ويصطف بين الطلاب يؤدي معهم العرضة ويختتم الحفل.

إن روحا بشوشة تسري في الجامعة، من أصغر موظف فيها حتى مديرها محمد الهيازع، كأن لا ضيف لديهم سواك، وكأن لا مناسبة لديهم إلا هذه المناسبة، كأنهم لن يستضيفوا في اليوم التالي مباشرة لقاء عمداء القبول والتسجيل في جامعات المملكة.

إنهم يخفون معاناتهم وتعبهم ليكونوا بهذه الروح، وهم بذلك يحملون أنفسهم مسؤولية أكبر كل يوم.

لن ننسى أبداً أن الجامعة أجمل هدية من الملك عبدالله، وتتأسى ببعض شمائله وفقه الله.