لم تقتصر معاناة سكان الرياض في هذا الشهر الكريم على انقطاعات الكهرباء، بل امتدت لتصل إلى شريان الحياة "الماء"، ليتعانق بذلك الجفاف والظلام، فيحرمان ويربكان الصائمين.

وعلى مدى أيام شهر رمضان، شهدت مدينة الرياض عددا من الانقطاعات في مناطق متفرقة منها، أدت إلى مطالبة شركة المياه الوطنية بوضع حد نهائي لتلك الإشكالية.

وتشتد الأزمة في أحياء جنوب الرياض، إذ يؤكد سكانها أن المياه تصل إلى منازلهم يوما واحدا في الأسبوع، الأمر الذي لا يكفي لملء خزانات المياه، مما دفعهم للجوء إلى سماسرة صهاريج المياه.

وأبان المواطنون أن أسعار الصهاريج تتراوح بين 400 و500 ريال للصهريج، الأمر الذي يكلف المواطن ما يقارب 2000 ريال شهرياً.

كما تعاني المساجد أيضا من هذه الانقطاعات المتكررة التي تسببت فيها السياسة الجديدة لشركة المياه الوطنية، حيث إن المصلين أصبحوا يواجهون هذه المعاناة بالتذمر الشديد نتيجة عرقلة أداء الفريضة.

فيصل الدوسري، مواطن يسكن في جنوب الرياض يؤكد عدم مكوثه في المنزل خلال وقت الظهيرة، مرجعاً ذلك إلى أن أغلب أجهزة التكييف الموجودة بمنزله من المكيفات الصحراوية التي يعتمد تشغيلها على الماء بشكل أساسي.

وأشار إلى معاناة أسرته وخاصة أطفاله نظرا لاحتياجهم لدورات المياه، إضافة إلى البكاء الشديد الذي أصبح يلازمهم بسبب حرارة الجو نتيجة عدم تشغيل المكيفات.

من جهته، قال المواطن مطلق الغامدي، الذي يقطن جنوب الرياض: أذهب كل خميس إلى منطقة "الأشياب" المخصصة لبيع المياه، لشراء صهريج لتوفير احتياجات المنزل من المياه، مشيراً إلى أن وجوده بـ"الأشياب" المخصصة لبيع المياه كل خميس أصبح أمراً ضرورياً جداً، حتى لا يقع في حرج مع والده الذي يحمله أعباء هذه المشكلة. وتابع قائلاً "والدي لا يعرف أن هذا الأمر من واجبات الشركة تجاه المواطن"، مؤكداً أنه شخصياً أصبح في نظر الأسرة المتسبب في هذا الانقطاع الدائم.

وعن التكلفة المالية التي تتقاضاها "الأشياب" عند كل تعبئة، يقول الغامدي: في كل مرة أدفع 108 ريالات للمختصين في "الأشياب" لتوفير صهريج الماء لمنزلي، أما عند وجود زحام شديد فأقوم بتوفير الماء عن طريق سماسرة المياه الذين يقومون ببيع الصهريج الواحد سعة 12 مترا بحوالي 500 ريال، مؤكداً أن هذا أصبح يشكل له مشكلة كبيرة في ميزانيته المالية. وأشار الغامدي إلى أنه في ظل هذه الظروف التي يواجهها، فإن ذلك يستوجب دفع ما يقارب نصف مرتبه شهرياً للحصول فقط على الماء في حال تعذر الأشياب عن توفيرها.

أما المواطن فهد الفراج فيقول: أنا في صراع كبير مع خدمة العملاء التي اتصل بها على الرقم المجاني الذي أعدته الشركة، في حال وجود مشكلة، مؤكدا أنه اتصل بالشركة قبل أسبوعين، ورد عليه أحد الموظفين في خدمة العملاء ووعده بحل المشكلة خلال الساعات القادمة، ثم أرسل لي رسالة على الجوال تفيد بفتح طلب صيانة للعداد إلا أنه فوجئ بأن هذه الرسالة مر عليها أكثر من أسبوعين، ولم يقم أي أحد بالتواصل معه من قبل الشركة لحل المشكلة.

وحاولت "الوطن" خلال الأيام الماضية التواصل مع المسؤولين في شركة المياه الوطنية للوقوف على أسباب الانقطاعات دون أي تفاعل من قبلهم.