نحن على موعد اليوم مع مشروع حضاري رياضي، يمثل تحولا في الفكر الرياضي السعودي، ويعد نقلة كبيرة في كرة القدم السعودية.

تلكم هي انتخابات اتحاد كرة القدم لاختيار "أول رئيس" في تاريخ كرة القدم السعودية يأتي من خلال تصويت الجمعية العمومية.

ولعلّ ما يزيد الأجواء الانتخابية نوعا من الترقب، أنها التجربة الأولى لنا، وأن هوية الرئيس القادم من بين المرشحين الاثنين المتنافسين على منصب رئاسة الاتحاد، أحمد عيد، وخالد المعمر، ما تزال غير واضحة.

ذلك أن كلا من المرشحين يصر على الاحتفاظ بأوراقه حتى النهاية، وإن كانت لعبة الانتخابات وتقلباتها، والأدوار التي تمارس فيها، تبقى هي المتحكم في فوز هذا، وخسارة ذاك!.

على النقيض من هذا المنظر الحضاري، يخرج علينا رئيس نادي الشباب خالد البلطان، ليضرب بالأخلاق الرياضية عرض الحائط، ناسيا ومتجاهلا أنه يرأس واحدا من أكبر الأندية السعودية!.

ومن المؤسف أن البلطان جاء ليلغي كل ما بناه الأمير الرائع خالد بن سعد ـ أحد أفضل الرؤساء الذين مروا على الأندية السعودية ـ ففي وقته كان الشباب بطلا، وكان أنموذجا في رسالته الرياضية.

لن ألوم البلطان؛ لأنه لم يترك لي ولغيري مجالا وفرصة للدفاع عنه، ولكنني سألوم المؤسسة الرياضية، وأحملها كامل المسؤولية فيما يحدث لرياضتنا من خروج عن قواعد الاحترام والتربية

أي مرض أصاب رياضتنا؟، هذا هو السؤال الكبير الذي يطرح الآن، وهو بكل تأكيد يحتاج إلى إجابة، وإن كنت أشكّ في أن تأتي هذه الإجابة، خاصة وأننا لم نر أي إجراء تم اتخاذه في حالات مماثلة!.

هل وصل الحال برئيس نادي الشباب ليتحدث عن الإعلام والإعلاميين في برنامج فضائي وينعتهم بـ"حثالة"، وهل يقبل البلطان أن يصفه أحدهم بأنه "كلب مسعور" ـ أعزكم الله ـ؟.

لقد وصف البلطان الإعلام بالحثالة والكلاب المسعورة، وقال حافظ المدلج: قبل ذلك أن بعض الإعلاميين هم مثل بطاقة الشحن مسبوقة الدفع، وقال غيرهم أكبر من ذلك، فمن يحمي الإعلام؟

إننا لو تابعنا ما يقوله البلطان منذ أن جاء إلى وسطنا الرياضي، ونزل إلينا بهذه الطريقة، دون أن يمرّ بمن يعلمه كيفية الحديث في الرياضة، وأنها تختلف عن الحديث في "مزاد العقار"، لما قال ما قال، ويا سوء ما قال!.

لم يعد أمامنا إلا أن نجرّب طريقة جديدة نطلق عليها اسم "كيف تكون رئيسا لناد"؟، وعند ذلك يمكننا أن نتخلص من هؤلاء القادمين إلى ساحتنا الرياضية، ما لم يحمل معه "وثيقة تخرج معتمدة"!.

كم أخشى أن يأتي يوم، وتغادر الشخصيات الرياضية الباقية في رياضتنا، معلنة هجرها للرياضة وكرة القدم، قائلة: إن الأجواء لم تعد مشجعة على الاستمرار، وأن بيئتنا الرياضية لم تعد نظيفة كما كانت.

* لافتة:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا!.