لا أعلم كيف يدعي معالي نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد عبدالله العبدالقادر أن البلاغات الكيدية تضيع وقت "الهيئة" وهي لا تقبل البلاغات إلا مرفقةً بالوثائق والمستندات من المبلغ..!

لو كان المجتمع "شكاي بكاي" كما جاء في وصف معالي النائب، ليئس المجتمع من "الهيئة" وأدرك جيداً منذ عدة أشهر أنها لن تضر أحداً رغم أنها تكشف الفساد وتعلن ذلك بثقة..!

ولو كان لدى "نزاهة" قانون لمكافأة المبلغ الصادق ومعاقبة أصحاب البلاغات الكيدية، لما احتجنا إلى اتهام معالي النائب للمجتمع.

وعلى النقيض من وصف المجتمع بـ "الشكاي البكاي" من أعلى سلطات الهيئة، أدركت مما سمعت أن العامل المشترك بين المتعاونين مع "الهيئة" إيمانه بأن موظفي "نزاهة يعملون بـ"نزاهة" مبهرةٍ واجتهادٍ مفرح وشفافية مع المبلغ وسرية لبياناته، يرفضون الضيافة هرباً من الشبهات، ويجتهدون لكي لا يظلم أحد، ويتواصلون مع المُبلغ في حدود القضية التي أبلغ عنها ويؤكدون له أنه له الحق في معرفة كافة تفاصيل عملها في بلاغه.

ولو كانت أعمار المؤسسات تقاس بالأيام.. لكانت "نزاهة" تحبو الآن، لكن قياس الأعمار الأدق هو "العمل" والمجهود؛ لذلك هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" ومسؤولوها أشهر عند الناس من وزارات غيبت بإرادتها كوزارة "التخطيط" "التي لم ير منها المواطن شيئاً ولم يسمع بعملٍ لها.

صور حضور "نزاهة" في المشهد المحلي لا تحصى، ويصعب جمع ما قيل عنها وعن قضايا الفساد التي كشفتها من فساد أو ملاحظات تقصير من بعض مؤسسات الدولة.. وإن لم يتدارك ذلك "التكاثر" ستتراكم القضايا حتى يصبح الفساد جزءاً من البيروقراطية وشيئاً عادياً لا يلفت الانتباه لكثرته وتوزعه على بعض الجهات. ولن يحل ذلك إلا صدور أحكامٍ أو قرارات بحق جهات الفساد والفاسدين قبل أن تُعدِم كثرة المساس.. الإحساس!

وللأمانة وبالأمانة.. فإن "نزاهة" تمتاز بالنزاهة والاجتهاد مع البطء في العمل لكثرة بلاغات الفساد وعدم وجود فروع في المناطق، ولو كنت في "نزاهة" لشكرت كل مُبلغ كما يفعل "الشريف" وزدت على ذلك مكافأةً ماليةً، وليس كما فعل نائب "الشريف" بإطلاق وصف "الشكاي البكاي" حين علق على ورود 100 بلاغ يومياً لـ"نزاهة"، حيث حول تعاون المواطنين إلى عبء على إدارته!

(بين قوسين)

.. نزاهة "نزاهة" لا تكفي لنخرج من "إدارة" الكشف إلى "إرادة" التطهير.