الموهبة نعمة من نعم الله، وقد خص بها البعض عن الآخر، سواء كانت هذه الموهبة علمية أو فنية أو ثقافية. حتى الطبخ هو أيضا موهبة، يتميز بها من يجيد هذه المهنة عن غيره، ومهنة الطبخ هذه قد أعدت لها برامج ومسابقات بأفضل الاستعدادات إعداد وتنفيذا وإخراجا. والإنسان الذي يملك موهبة أيا كانت يتميز عن غيره في طريقة تفكيره وتعامله مع الأشياء المحيطة به، ويحس بها دون غيره، وما أقصده في حديثي هنا المقارنة بين الشيف وبين المخرج، مع العلم أنه ليس هناك مقارنة في التعامل بين العناصر التي يتعامل معها كل منهما.

فمن يمتلك موهبة الإخراج، فهو أمام مشاهد أصبح الآن يملك حسا عاليا، ولذا لا يمكن أن يرضى بما يقدم له من أعمال، وحين يضعون مقارنة بين المخرج وذاك، فإنه في تصوري أن كل مخرج لديه إحساس خاص فيه عن الآخر، ناهيك عن طريقة تعامله مع عناصر العمل وتوظيفها بشكل جيد، والمخرج القادر على ذلك يشعر بالمتلقي ويعرف ذائقته.

المخرج المتميز هو من يستطيع أن يبرز العمل برؤية جمالية، حتى لو كانت الفكرة أو النص أو السيناريو ضعيفا، عبر إحساسه الفني العالي ونفسه الجميلة؛ لأنه يبرز الفكرة في جمالية الصورة، تماما كما الفنان التشكيلي يتعامل في رسم لوحته. ولذا حينما أضع مقارنة بين الطباخ والمخرج فكل منهما لديه نفس خاص به لا يستطيع أن يشبهه أحد فيه، فكل منهما لديه معطيات أساسية يتعامل معها.