حين تتأمل حال الفرق التي عانت لسنوات تقدر بالعقود من الغياب عن البطولات، واللهث خلف سراب كأس أو إنجاز، تجد أن ما يربط بينها الإيمان بالمؤامرة، وتخيلها الدائم لوجود من يتفرغ للتحريض عليها ومطاردتها في كل الميادين، حتى يبدأ الاهتمام به أكثر من أنفسهم ويطاردون أخباره وتحركاته وكل خبر يخصه حتى لو كان إشاعة أو دخول في ذمة أو نية.

وفي رياضتنا نماذج خالدة وتاريخية للإيمان بتلك العقدة، ففي النصر لا ينفكون عن اتهام الهلال وأعضاء شرفه بالتربص بهم في كل ميدان ولجنة، وأما الأهلي فله مع الشباب ورئيسه قصة وعقدة، وحتي الهلال والاتحاد تتنامى لديهما بين الحين والآخر أصوات "وإن لم تكن عالية" بأن هناك من يحاربهما ويسعى لعرقلتهما.

لا شك أن التاريخ قد حمل يوما ما قرارات مؤثرة أضرت ناديا أو آخر ولكن هذه هي طبيعية، لأن أي قرار في الدنيا يستفيد منه طرف ويتضرر آخر، أما الاستسلام لنظرية المؤامرة مع كل ضربة جزاء مشكوك فيها أو بطاقة حمراء للاعب لم ينف أحد ارتكابه لخطئها فهي آفة الكيانات ومحور سقوطها والمعول الأساسي لهدمها.

أحدث اتهامات المؤامرة في رياضتنا بعد ضجيج الرشوة المزعومة واتهاماتها الملونة التي لم تحمل دليلا، هي عودة "خرافة" الكرات الساخنة والباردة في سحب القرعة، والتي بحسب "الأسطورة" مهدت طريق الهلال إلى نهائي الكأس بتفريغ مجموعته من كبار الخصوم وجمعهم في مجموعة واحدة..!! ولا أعلم لماذا عجزت تلك "البيضة" عن توفير مصاريف السفر على الهلاليين بإجبارهم على لعب جميع المباريات خارج أرضهم؟؟. ولماذا تركته في الموسمين الماضيين يواجه النصر والأهلي والاتحاد وهل كان لدى الوحدة حين وصلت إلى النهائي من يجيد تسخين البيض أو يبرده؟؟