في محاولة لاستثمار القبول الذي وجده الجزءان الأول والثاني من مسلسل "ساهر الليل"، ظهر لنا الجزء الثالث من المسلسل الكويتي بعنوان "وطن النهار"، الذي أثار الكثير من الترقب على خلفية سرده لفترة الغزو العراقي للكويت ضمن أحداث العمل، وهي الخطوة التي كلفت العمل أكثر مما يحتمل.
أولاً لأنه المسلسل الكويتي الأول الذي يناقش الغزو صراحة، وكان الجميع ينتظرون من كاتب النص فهد العليوة، طرحا عميقا وتناولا موضوعيا، إلا أن ذلك لم يحدث، لغياب الرؤية الواضحة، والنص الثري لقضية كبيرة.
أضف إلى ذلك أن الإمكـانيات المحدودة لبعض الممثلين ساهمت في ضعف الأداء، وعدم تجسيدهم المناسب للأدوار، وحاول مخرج العمل محمد دحام الشمري أن يحتفظ بمساحـة القصص الاجتماعية بالعمل، وطرح تصور يفصل بين القيادة العراقية آنذاك، والشعب العراقي للخروج من أي حرج، ويكشف توالي الحلقات أن العمل يحاول الخروج من عباءة العمل السياسي، والبقاء في إطاره الرومانسي الذي نال به القبول في العامين الماضيين.
ورغم الجهد المبذول من طاقم العمل لتقديم عمل على مستوى من الجودة، إلا أن المسلسل وقع في الكثير من السقطات التي انتبه لها حتى غير المهتمين بالشأن الدرامي، حيث لم يستطع الكثير تفسير ظهور ممثل بذقن وهو يقوم بدور ضابط عام 1990، حيث كان ذلك ممنوعاً وقتها، كما ظهرت إحدى المركبات في العمل بلوحات حديثة، فيما وضعت شاشة تلفزيون حديثة أيضا، وهو أمر شديد الغرابة لمسلسل من المفترض أن يعنى بفترة تاريخية من تاريخ الكويت والمنطقة، فكيف يكون الحال مع التناول السياسي لبقية الأمور. ناهيك عن إقناع المتلقي بـ"الركون" إليه.
المسلسل من تمثيل: جاسم النبهان، وباسمة حمادة، ومحمد المنيع، وأحمد السلمان، وحسين المنصور، وهيا عبدالسلام.