"لا جديد هذه".. عبارة الممثل الشاب طلال السدر الذي أغرته الدراما الكويتية هذا العام عله يجد فيها جديدا، ومع ذلك ظل متمسكا بمقولته، فكل ما يحدث هو مجرد تبديل وجوه الممثلين، لكن القضايا نفسها ـ كما يقول لـ"الوطن" ـ الحكايات نفسها لا شيء يتبدل فيها من عام إلى آخر، ما نحتاجه هو نقلة على مستوى النص، فالنصوص المعروضة هذا العام هي اجترار لما تم عرضه العام الماضي، المنتجون يبحثون عن وجوه معروفة بهدف التسويق ولا يهمهم لا مستوى النص ولا القضية التي يعالجونها.
ولا يتفق المخرج والممثل الدكتور فهد الغزولي مع طلال السدر، حيث يرى أن ما نشاهده هذا العام فيه نقلة نوعية على المستوى الفني، نشهد جرأة غير معهودة في مسلسل "كلام الناس" لحسن عسيري على التلفزيون السعودي، لكن هناك ثغرة كبيرة تركها ناصر القصبي بغياب مسلسله الشهير "طاش ما طاش" ومع ذلك يجب أن نشاهد جميع الأعمال لنعطي حكما عادلا.
وتابع: أدهشني مسلسل "عمر الفاروق"، فهو عمل تاريخي كبير سيبقى مشاهدا للعشرين سنة المقبلة.
زحمة رمضان ليست في الشوارع فقط، بل تمتد أيضا كما هو الحال في كل عام إلى الدراما، ويسخر الممثل والمنتج هاني السعدي من هذا الوضع بالقول لا تحدثني عن شيء ولا عن أعمال درامية، فبالكاد أشاهد لقطة من مسلسل حتى يطل غول الإعلان بوجهه الكالح ليطردني إلى قناة أخرى، لأجده يتربص بي هناك، والنتيجة لا شيء أرمي الريموت واأستلقي شاكيا أمري إلى الله.
الزحمة تصل إلى العقول كما يؤكد الفنان هاني ناظر، وهذه الزحمة سببها جشع المنتجين، وخضوعهم إلى سلطة الإعلان، ويتفق ذلك الرأي مع الفنان محمد بخش الذي يقول هناك غول متسلط اسمه الإعلان يخضع الجميع إلى مزاجه. وهذا ما دعا الفنان خالد سامي إلى تأجيل مشاهداته إلى ما بعد رمضان، وقال أنا أتابع بصعوبة بعض المسلسلات، وأفشل في أحيان كثيرة بسبب ضيق الوقت، ومع ذلك أعتقد أن معظم الأعمال جيدة هذا العام، تابعت بعض حلقات " الفاروق" و"خطوط حمراء" لكن الوقت دائما يداهمنا فلا نجد متسعا لرؤية أعمال أخرى
وهذه الزحمة التي تمثل السمة الرئيسة لشاشات التلفزيون في رمضان هذا العام يراها هاني ناظر نوعا من ابتزاز المشاهد، وتغيب فيها الأعمال المحلية، التي لم تقم سوى بمحاولة "تسكيت" المشاهد السعودي، التلفزيون السعودي يحابي البعض على حساب آخرين، وأكاد أصدق أن هناك رغبة في إظهار ممثلين بعينهم وتغييب آخرين، لهذا السبب لم أشاهد أي عمل هذا العام وشغلت نفسي بالعبادة.
أما الصوت الغاضب للفنان محمد بخش فهو أكثر وضوحا ويقول: هناك مافيا الإعلان التي تلزم الجميع بتقديم أعمالهم في رمضان لأن خلق الله الصائمين، يتكدسون مغرب كل يوم وأمامهم التلفزيون ومائدة الإفطار، إذن لا بد من اصطيادهم هكذا تفكر شركات الإعلان، وهي تفعل ذلك بحشو عقولهم بكل ما هب ودب، فكل مسلسل يدفع الآخر بكوعه لكي يحل محله لكن مافيا الإعلان لديها شروط قاسية لكي تعطيك الفرصة لتكون في الواجهة، وهكذا تسير الأمور من قناة إلى أخرى، ومن مشهد إلى آخر، حيث تجد أن الجميع يستجدي حضوره من المعلن، وليس من كونه يقدم فنا.
وأخيرا يكاد جميع من تحدثت إليهم "الوطن" يتفقون على أن استهداف المشاهد السعودي مرجعه العشق المتبادل بين شركات الإنتاج وشركات الإعلان، إلى حد أن الدراسات الاستطلاعية تجري على قدم وساق، لسبر ذائقة المشاهد في المملكة، وعلى حد تعبير الفنان محمد بخش إذا كانت هذه الدراسات أعطت نتيجة أننا يجب أن نشاهد 30 مسلسلا في ليلة واحدة، فمن المؤكد أن واضعيها نسوا أن لدينا في اليوم 24 ساعة فقط، منها ساعات مقتطعة لأداء الصلاة، ومثلها لقراءة القرآن، فنحن في رمضان أليس كذلك؟