المارّ بشرق المدينة الساحلية جدة، منذ اليوم الأول لدخول شهر رمضان المبارك، يلحظ عملا متواصلا ودؤوبا، من فرق العمل المنوط بها استكمال مشاريع تصريف السيول الدائمة بجدة، ويستمر العمل منذ ساعات الليل الأولى، مستعيضين عن أضواء الشمس الساطعة نهارا بكاشفات "الأضواء ليلا" حتى لا يتوقف العمل، ويتم تسليمه في المدة المحددة.

حالة الأمل التي يديرها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بالنسبة للأهالي الذين ينظرون إلى كاشفات تلك الأضواء نظرة "تفاؤل" أن المتابعة دقيقة، وأن العمل جار على قدم وساق لمعالجة مياه الأمطار، وتصريف السيول في جدة، وبلغة أخرى "أن المشاريع تمضي وفق الزمن المحدد لها".

فرمضان لم يغير من دراماتيكية العمل في المشاريع، بل زادها رونقا كما تحدث بذلك أحمد الخليصي، إلى "الوطن" الذي ينظر مساء كل يوم من خلال شرفة نافذته في حي الحرمين، على تلك المشاريع ويقول: "منظر الأضواء وآليات العمل المتواصلة يشعراني بالأمان، أن هناك من يتابع تحصينا من مياه الأمطار لحظة بلحظة، ورغم دخول رمضان ما زال العمل قائما".

مرور المركبات بجانب المشروع تحمل طابعا مختلفا هي الأخرى، يعيد لديهم تشكيل هذه المشاريع في حياتهم اليومية المستقبلية، ويمكن أن تلحظ ذلك من توجيه نظراتهم المستمرة صوب العمال والآليات وسماع أصوات أجهزة الحفر والأجهزة الأخرى المشاركة في تهيئة المشاريع بتلك المنطقة، كجزء حيوي مهم تتبلور في أن مدينتهم الحالمة ذات "الثلاثة آلاف سنة" في طريقها نحو الاستقرار وفي موعدها المحدد أيضا. مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وتويتر، كانت تترقب هي الأخرى قبل بروز هلال رمضان في المملكة، وتسأل الكثير من الأسئلة لعل أهمها هو: كيف ستكون آلية العمل في شهر الصيام؟ هل ستتوقف ويبدؤون بعد العيد؟ وكانت تحليلاتهم تتجه نحو التأخير الذي يمكن أن يحدث في تسليم المشروع، إلا أنهم تفاجؤوا في اليوم الأول أن العمل كان في مساء ليالي الشهر الكريم، فكتب أحدهم في صفحته الشخصية يقول: "القمر وأضواء الكهرباء شاهدان على مشاريع الحلول الدائمة لتصريف مياه الأمطار والسيول، نشعر أننا في طريقنا الصحيح".

وتحولت صور العمل ليلا إلى لوحة "فنية" بامتياز، حيث أضحت صور العمل بالمشاريع ترسل عبر الهواتف النقالة باستخدام برنامج التواصل الهاتفي المجاني المعروف بـ "الواتس آب" فتعلق أميرة السالمي، التي أرسلت مجموعة صور تحت عنوان "مشاريع سيول جدة في الأضواء"، متخذة دور المواطن الصحفي.