أشهر اثنين في السعودية رفضا شهادة الدكتوراة هما الصديقان الفاضلان الكريمان "حمد القاضي وعبد الله الناصر"!
حصل "حمد القاضي" على الماجستير في وقت مبكر، وكانت الدكتوراة على بعد خطوات قليلة منه وما تزال.. لكنه عزف عنها، واكتفى بالماجستير، وتفرغ للقراءة والكتابة والصحافة وأعماله الأخرى.. كان باستطاعته أن يأخذ حرف الدال بسهولة تامة لكن الإنسان يظل أسيرا لقناعاته.. وما يزال القاضي علامة مضيئة في كل مكانٍ يذهب إليه..
"عبد الله الناصر" أمضى في العمل الدبلوماسي أكثر من ربع قرن.. متنقلا بين أميركا وبريطانيا.. حظيت خلالها بالعمل معه سنة يتيمة، لكنها كانت تعدل عشر سنوات.. حصل الناصر على الماجستير وبدأ في تحضير الدكتوراة، لكنه تركها فور أن بدأ بها، كانت قناعته هو الآخر أنها لن تضيف له شيئا.. ولك أن تتخيل سهولة حصوله عليها لو أراد، فالرجل كان يعمل ملحقاً ثقافيا، وكل جامعات بريطانيا تتقاطع على طاولته!
حرف "الدل" مرض اجتماعي في السعودية.. هناك من يبحث عن نفسه من خلال هذا الحرف.. وهناك من يتخذ الحرف مفتاحاً لدخول الأبواب المغلقة. واللافت - في بلادنا على وجه الخصوص - أن حملة الدال يصطحبونه معهم أينما ذهبوا.. في المناسبات والحفلات ومجالس العزاء والأعراس وفي "محلات الفول والتميس".. أذكر أن أحدهم عتب علي ذات مرة لماذا لا أناديه بلقب دكتور!
قبل أيام تصدى الموقع الاجتماعي "تويتر" لقضية مزعجة وخطيرة في نفس الوقت، وهي الشهادات الوهمية في السعودية.. الذي تابع فصولها كاملة لا بد أنه شعر بالحزن.
"تويتر" يصنع ويشكّل رأيا عاما. والسلطة بيد الدولة.. يفترض أن يتم منع أي شخص من استخدام لقب "الدال" في أي محفل أو منبر.. طالما لا يحمل شهادة معترف بها نظاماً، وحسب تعليمات وإجراءات وزارة التعليم العالي الصارمة والمشددة.. نحن لا نريد أن نستيقظ يوماً وقد أصبحنا بلد العشرين مليون دكتور ودكتورة!