قبل أيام فقط، كان حازم في إنجلترا مع زوجته وابنه البالغ من العمر 11 شهرا. اليوم يقيم هو وطبيب سوري آخر يدعى عمار في حلب لمعالجة الجرحى من مسلحي المعارضة. واختار بعض السوريين في الخارج القتال في صفوف المعارضة بينما فضل حازم وعمار القدوم وهما يحملان مواد إسعاف. وبعد أسبوع أمضياه إلى جانب الجيش السوري الحر في حي سيف الدولة في حلب، نجح الطبيبان في إنقاذ حياة جرحى وشهدا تغيرا في حياتهما. وقال حازم بعدما ساعد مقاتلا شابا جرح بالرصاص في ساقه "في بعض الأحيان التشخيص الصحيح أو تنظيم العمل يمكن أن يحدث فرقا". ويعمل حازم في قبو مسجد في حي سيف الدولة الذي تحول إلى مستشفى ميداني مخصص للمقاتلين وكذلك للمدنيين الذين يصابون في القصف أو في المواجهات.
وكان حازم وعمار قررا العودة إلى سورية قبل شهرين. وقد مرا عبر تركيا ليصلا إلى حلب. وقال حازم "كنا نعرف أن الأطباء رحلوا وكنا نرى على تسجيلات الفيديو على يوتيوب أن بعض الجرحى لم يعالجوا بشكل صحيح". وأضاف "لذلك قمنا بوضع برنامج بسيط جدا لتعليم الناس الذين لا يملكون معارف طبية كيف يمكنهم معالجة جروح ناجمة عن الرصاص أو جروح مفتوحة أو كسور". كما أعدا مئات الأكياس الصغيرة في كل منها عدة للإسعافات الأولية لتزويد عناصر الجيش السوري الحر على الجبهة بها.
وخلال بضعة أيام رأى حازم وعمار الأهوال لكنهما بنيا في الوقت نفسه صداقات. لكنهما لم يتمكنا من إنقاذ أبو عزام القائد الشاب الذي استقبلهما. فعدما نقل جثمانه المصاب بقذيفة إلى المستشفى الميداني لم يتمكنا من حبس دموعهما. وكان وجهه المحترق بلا معالم. وقال عمار "كسوريين في الخارج لم نكن نرى الوضع بأكمله، كيف يعيش السوريون هنا". وأضاف "رأيت فظائع .. سنحتاج إلى 15 عاما لمعالجة ذلك وبالنسبة للأطفال ستبقى الصدمة لفترة أطول". وأضاف رب العائلة الذي يبلغ من العمر 41 عاما بصوت متهدج أن "الشبان الذين التقيتهم هنا رائعون وكريمون. إنهم يقدمون لك الطعام قبل أن يلمسوه بأنفسهم". وتابع "لقد ذاقوا طعم الحرية ومصممون على الاستمرار. لن يوقفهم شيء".
أما أسماء (25 عاما) السورية التي قدمت من الكويت، فقد اتبعت دورة إسعافات أولية قبل أن تمضي بضعة أشهر على الجبهة. وقالت هذه الشابة التي كانت ناشطة على الإنترنت في الكويت "جئت للمرة الأولى في 2011 وعدت في مايو. إنها مسألة شرف. سورية أصبحت بالنسبة لي أما تحتاج إلى ابنتها".