يستدعي الإنصاف، ما تلزمه كلمة الحق، أن أرفع القلم احتراماً لمعالي الدكتور يوسف العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية، لأنه تعامل مع قضية دار الأيتام بجازان تعاملاً مهنياً وحضارياً راقياً ومسؤولاً في خطابه للإعلام، وأيضاً في معالجته لوضع الدار والأيتام. اتجه فوراً لمكمن الخلل وأرسل نائبه ولجنتين أخريين لترميم كل شيء وتوفير كل ما سكت عنه (المؤتمن) المباشر لسنين حتى فاحت الرائحة. بعدها تحدث معالي الوزير للإعلام بالكلمة الشهيرة "رحم الله من أهدى إليّ عيوبي"، ثم دعا "الوطن" إلى زيارة الدارة لقراءة الفرق، وقد كان. تحدّث إجابة على تقرير جمعية حقوق الإنسان قائلاً "قياداتنا بشر ليسوا من السماء، ومن يثبت تقصيره فهناك الإحلال بمن هو أكفأ". لم يعمد معالي (الإنسان) كما أعرفه، إلى ديباجة النفي، ولا إلى بيانات "الطبطبة" للعلاقات العامة.
مثل هذه القيادات هي الثقب الفاضح في ثوب معالي الوزير. نحن نعلم أن معاليه هو أول من رفع عدد الدور المختلفة لذوي الظروف الخاصة إلى ما يقرب من مئة دار حتى اليوم. هو أول وزير للشؤون الاجتماعية يلغي الفكرة البيروقراطية للضمان ليحوله من (مكافأة) مقطوعة كل بضعة أشهر إلى ما يساوي راتبا محترما تجده العائلة المستفيدة في حسابها البنكي نهاية الشهر.
هو الوزير الذي رفع أعداد المستفيدين إلى ما يقارب الضعف في ثلاث سنوات، لأنه كسر عشرات القيود والقوانين التي كانت تقف في وجه آلاف العائلات للاستفادة من حق الضمان الاجتماعي.
هو الوزير الذي اخترع عشرات المسارات المرادفة، خارج فكرة الضمان، كي يحصل هؤلاء على معوناتهم الإضافية، بدءاً من الفواتير إلى الحقيبة المدرسية إلى المكافآت المقطوعة، حتى الفقير المتعفف ووصفات العلاج. يعلم معاليه، أنني بشكل شخصي، تحملت من الأذى ما يصل لحدود القذف، لأنني ذهبت لزيارة هؤلاء الأيتام، ويعلم كيف حول (هؤلاء) زيارة إنسانية إلى شبهة لتغطية ما لم أفهمه حتى اللحظة، لكن البلسم الشافي أن هؤلاء الأيتام كانوا هم الهدف الأسمى الذي سنتحمل معه أي شيء. وأعرف أن معاليه قد تحمل في هذه القصة أضعاف ما تحملت، وسأشكر له أنه تصدى لها بشكل مسؤول وحازم وأبوي. ومن (فم) هؤلاء الأيتام في حديثهم الهاتفي معي مساء البارحة: شكراً معالي الوزير.