درس صديقنا "محمد" في أميركا لمدة سنتين ونصف فقط، ثم استطاع بمساعدة مشرفه الحصول على تدريب دون راتب في إحدى شركات المحاسبة الشهيرة في "نيويورك"، وبعد أقل من شهر ونصف كان العرض الوظيفي من الشركة على مكتبه.

صديقنا الحاصل على درجة بكالوريوس المحاسبة مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الملك سعود، بحث طويلا عن وظيفة مناسبة، لكنه بقي سنة وثلاثة أشهر عاطلا، حتى التحق ببرنامج الابتعاث، ليس حبا في الدراسة، ولكن هروبا من الواقع. لكنه بجده واهتمامه أنهى برنامج الماجستير بكل سلاسة ـ ودون أن يدرك ـ وجد نفسه ينافس بعدالة على وظيفة مرموقة.

على الجانب الآخر، أطلقت وزارة العمل برنامج "جاهز"؛ بهدف توفير الوظائف لخريجي برنامج الابتعاث، طبعا هذا المسمى الرنان قد يلحق بإخوته "حافز"، و"نطاقات" والنهاية لا شيء يذكر، مجرد جعجعة وظهور إعلامي متواصل.

أيها السادة، ما لم يتم الضغط بشدة، وضمن ضوابط محددة على القطاع الخاص، فلن نجد وظائف لأبنائنا إلا في الجهاز الحكومي، وللأسف فإن جوهر المشكلة يتمحور حول أن الشاب السعودي لا يستطيع دخول منافسة عادلة، للحصول على وظيفة في قطاعنا الخاص، في ظل ظروف سيطرة الوافدين على المناصب العليا بالشركات، ناهيك عن غياب العناصر الوطنية عن إدارة الموارد البشرية، فكيف نتوقع من شركة يسيطر عليها وافدون، أن يفضلوا السعوديين على بني جلدتهم!، وأن يهتموا بتوفير بيئة عمل جاذبة للسعوديين!.

جوهر المشكلة ليس توفير وظائف فقط، بل في هيكلة إدارة وتوزيع الوظائف، وعدم اهتمام وزارة العمل بالضغط على القطاعات التجارية والصناعية كل على حدة.