رغم أن وزارة التربية والتعليم تنفست الصعداء بتثبيت منسوبيها المتعاقدين وإجراء أكبر حركة نقل خارجية في تاريخها للمعلمين؛ إضافة إلى إلغاء إثبات الإقامة كشرط لتعيين المعلمات الجدد، إلا أنها على موعد مع أصوات ألم جديدة لبعض المعلمات الجديدات والمثبتات والمعلمات المحرومات من النقل بسبب شرط التعهد، إضافة إلى إصرار تلكن المعلمات وأولياء أمورهن على إسماع وزارتهن أوجاع رحلاتهن الصباحية من منازلهن إلى مدارسهن والعودة تاركين خلفهن أغلى ما يملكون وهم فلذات الأكباد.

وبحسب حديثهن وأولياء أمورهن لـ"الوطن" فإنهن يتأملن من وزارتهن الحل الجذري لمشاكل النقل الخارجي الخاصة بهم لتحقق الاستقرار لهن، إضافة لحل مشكلة النقل المدرسي أو توفير مساكن آمنة لهم بالقرب من المدارس البعيدة والخلاص من رحمة وسائل النقل الخاصة.

قلق مطلع العام الدراسي


إلى ذلك طلبت وزارة التربية والتعليم من إداراتها التعليمية الرفع لها اليوم بتقرير كامل عن استعداداتها وجاهزيتها لانطلاقة العام الدراسي، ومن أهم محاور التقرير مدى اكتمال المعلمين والمعلمات ومباشرتهم، في وقت علمت فيه "الوطن" أن هناك تخوفا سجله بعض المعنيين بمتابعة وإعداد التقرير من تخلف بعض المعلمات الجديدات من مباشرتهن اليوم، وأنه ربما تُسجل حالات تأخر أو اعتذار لهن عكس العام الدراسي الماضي، كون البعض منهن رضين بالتعيين في إداراتهن التعليمية بهدف الحصول على الوظيفة بعد أن كان إثبات الإقامة ضابطاً للوضع ومحققاً الاستقرار للمعلمات في الأعوام الماضية.

وأوضحت مصادر لـ"الوطن" أن التقرير سوف يحظى بالعرض على وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله هذا العام للاطمئنان على الاستعدادات لانطلاقة العام الدراسي الجديد.

معلمات توجيههن "معلق"


بالرغم من عودة المعلمين والمعلمات ومباشرتهم بمدارسهم اليوم، إلا أن هناك معلمات من المثبتات والمعينات الجديدات مازلن ينتظرن معرفة أماكن مدارسهن حتى ظهر أمس، في وقت أنهت إدارات تعليمية أخرى توجيه زميلاتهن قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف، بينما أكدت مصادر لـ"الوطن" أن تلك الإدارات ملزمة بتوجيه جميع المعلمات لمدارسهن خلال الأسبوع الجاري.

البحث عن وسائل النقل


لم تستطع وزارة التربية والتعليم حتى الوقت الحالي تأمين وسائل نقل خاصة بالمعلمات، مما دعاهن إلى اللجوء إلى وسائل نقل تقليدية وبسيارات خاصة لمؤسسات نقل أو لمواطنين بهدف إيصالهن لمدارسهن صباحاً والعودة بهن ظهراً وربما تستغرق تلك الرحلات ساعات يومياً.

واضطر عدد من المعلمات وأولياء أمورهن الأسابيع الماضية للبحث والسؤال عن سائقي "نقل معلمات"، وخاصة للمناطق الصعبة جغرافياً أو النائية والبعيدة عن المدن، وخاصة بما يعرف بالمناطق "التهامية" التابعة لإدارات التربية والتعليم بعسير وسراة عبيدة ورجال ألمع وبعض الإدارات التعليمية، لضمان الحصول على وسيلة نقل آمنة تمكنهم من الوصول لمدارسهن بدون مشاكل.

وربما أن المحظوظة منهن من تجد سائق مركبة يؤمن نقلها مع زميلات أخريات لها، وأوضح كل من المواطن عبدالله سلمان وعلي آل فال لـ"الوطن" أنهما بدآ البحث بشكل شخصي عن وسائل نقل معلمات من خلال مكاتب النقل المنتشرة في المدن وعبر الإنترنت للوصول إلى سائق يضمن سلامة المعلمات من الطرق الوعرة التي تتخللها بعض العقبات الجبلية الصعبة إضافة إلى التزامه بالنقل وخاصة أن وقت توجههن لمدارسهن منذ ساعات الصباح الباكر. ويشير آل فال إلى أنه اضطر إلى عقد اتفاق الأسبوع الماضي مع أحد سائقي المركبات السعوديين الذي يمارس نشاط نقل المعلمات لنقل 4 معلمات من خميس مشيط إلى تهامة عسير، بعد أن عجز هو وأزواج المعلمات الأخريات عن الحصول على شركة أو مؤسسة تقوم بإيصالهن لصعوبة التضاريس الطبيعية الموصلة لتلك المدرسة، لافتاً إلى أن المفاوضات انتهت إلى اتفاق على أن يتقاضى قائد المركبة 2200 شهرياً عن كل معلمة.

عام بلا عقود


إلى ذلك تبدأ وزارة التربية والتعليم عامها الدراسي الحالي بحلة جديدة بدون موظفي عقود، بعد أن أنهت إصدار قرارات التثبيت المعنية بأكثر من 83 ألف موظف وموظفة قبل نحو شهرين، مما يجعل العملية التعليمية والتربوية أكثر استقرارا بعد ركود وتيرة المطالبات التي التهبت العام الدراسي المنصرم، إضافه إلى أن مراكز وبرامج محو الأمية تباشر عملها هذا العام بمعلمين ومعلمات رسميين بعد أن مكثت تلك المراكز والبرامج أعواماً تؤدي عملها بمعلمين ومعلمات عقود.

معلمات "تعهد"


أحدثت حركتا النقل الخارجية للمعلمات الأساسية والاستثناية التي نفذت نهاية العام الدراسي المنصرم جدلا، حيث إنها نقلت 28 ألف معلمة في الحركة الأولى على رغباتهن الأولى وحققت لهن الاستقرار والرضا النفسي, وأنهت عناء البعض منهن في السفر لمدارسهن يومياً، ويبدأن عامهن الدراسي الحالي بنفسيات ومعنويات عالية بعد نقلهن خارجياً.

في وقت تعالت أصوات أخريات ممن حرمن من الدخول في حركة النقل الخارجية الماضية الأساسية بسبب خضوعهن لما يعرف بشرط التعهد، ولم تشفع لهن المطالبات التي انتهت لتنفيذ حركة نقل إلحاقية لهن من النقل وتحقيق رغباتهن حيث لبت حركة النقل لبعضهن دون الأخريات، وتلقت "الوطن" اتصالات من أولياء أمور تلكن المعلمات المحرومات من النقل ومن بعض المعلمات أنفسهن يؤكدون من خلالها أن معنوياتهن منخفضة هذا العام الدراسي بسبب عدم نقلهن خارجياً بجوار أسرهن.

وأوضح لـ"الوطن" كل من سلطان محمد الخالد ومحمد الدوسري زوجي معلمات "تعهد" لم يحالفهن الحظ في النقل الخارجي هذا العام أن زوجاتهن يعانين الأمرين بعدهن عن استقرارهن العائلي، ومعاناة المعلمة اليومية في الوصول لمدرستها والعودة والوقت الطويل لتلك الفترة في ظل ترك الأطفال تحت رحمة العاملات المنزليات أو ربما اللجوء إلى الأقارب والاستعانة بهم لمراعاة شؤون الأبناء حتى عودة المعلمة لمنزلها بشكل يومي.

وأكد المتحدث باسم معلمات التعهد المحرومات من النقل الخارجي العام الدراسي الماضي محمد بن سعيد القحطاني لـ"الوطن" أن 7 آلاف معلمة ممن حرمهن التعهد من النقل الخارجي مصابات بإحباط رغم المطالبات الأشهر الماضية بنقلهن أسوة بزميلاتهن على الرغبة الأولى، مشيراً إلى أن ذلك سوف ينعكس سلباً على أدائهن خلال العام الدراسي الجاري.

وتساءل القحطاني لماذا يتم حرمان معلمات التعهد من النقل خارجياً على رغباتهن الأولى في وقت قامت "التربية" بتعيين معلمات جديدات وتثبيت متعاقدات في مواقع ومدن تنتظر معلمات التعهد النقل إليها! مضيفاً بقوله "أليس معلمات التعهد اللاتي أمضين سنوات في العمل أحق بالاستقرار والنقل لتلك المواقع!".

وتابع القحطاني أن معلمات التعهد سوف يواصلن مطالباتهن بالنقل الخارجي، مشيراً إلى أن هناك وعودا تسلموها من بعض مسؤولي الوزارة المعنيين بالمشكلة بإنهاء المعاناة قبل بدء العام الدراسي الجاري.

معلمات نصف عام


اشترطت وزارة التربية والتعليم بعد إعلانها قبل نحو بضعة أشهر نتائج الحركة الإلحاقية للمعلمات اللاتي لم يحالفهن الحظ في النقل في الحركة الأساسية، أن يكون إخلاء طرف المعلمات المشمولات بالنقل حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجاري.


معلمات التعهد وإلغاء إثبات الإقامة


• في عام 1430 ربط تعيين المعلمات بتعهد ضمن إثبات الإقامة يضمن عدم المطالبة بالنقل لثلاث سنوات، مما تسبب في استبعاد تلك المعلمات من الدخول في حركات النقل الخارجية التي تنفذها الوزارة سنوياً.

• لم يشفع إلغاء إثبات الإقامة كشرط لتعيين المعلمات الجديدات للعام الدراسي الجديد من نقل جميع معلمات التعهد ضمن حركة النقل الخارجية الاستثنائية التي نفذتها التربية قبل أشهر.


حركتا النقل الخارجية للمعلمات


• الحركة الأساسية: أعلنت وزارة التربية والتعليم عن أكبر حركة نقل للمعلمات في تاريخ الوزارة، حققت الرغبات الأولى لـ28500 معلمة.

ولأول مرة تقفز وزارة التربية والتعليم بمؤشر حركة نقل المعلمات إلى أعلى مستوى نقل، طال جميع المعلمات المتقدمات للنقل الخارجي ومن مضى عليهن 3 سنوات، وعددهن 28500 معلمة إلى الرغبة الأولى، ممن تقدمن للحركة الخارجية في العام الدراسي الماضي ولم ينسحبن من الحركة الحالية.

وأكد وزير التربية والتعليم أن حركة النقل جاءت بعد الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين بإحداث 52 ألف وظيفة تعليمية وإدارية، منها 42 ألف وظيفة للمعلمات والإداريات، أوصت بها اللجنة المشكلة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

• الحركة الاستثنائية "الإلحاقية" اعتمدت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة بنت عبدالله الفائز حركة نقل المعلمات الخارجية لعام 1433/1432 لتشمل 7280 معلمة من أصل 14.830 متقدمة للحركة بنسبة 49% وتم نقل 5552 معلمة على الرغبة الأولى بنسبة 76? وتمت هذه الحركة وفق الاحتياج لإدارات التربية والتعليم والوظائف المتوفرة لدى الوزارة.

وسيتم إخلاء طرف المنقولات في نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي القادم 1434/1433 نظراً لأهمية استكمال الإجرات الإدارية الخاصة بتسديد مواقع هؤلاء المعلمات المنقولات بمعلمات أخريات