اسم البرنامج "البرنامج"، ومقدمه طبيب جراح مصري اسمه الدكتور باسم يوسف، ويعرض على قناة مصرية اسمها cbc، وعلى الـ"يوتيوب" يضرب أرقاما قياسية في عدد المشاهدات، الحلقة تدخل خانة الملايين في أيام معدودة.
برنامج "البرنامج" ساخر، ولكن ما الجديد؟ كل برامج "التوك شو" ساخرة، الجديد أن هذا البرنامج "يهز عرش مصر" في كل حلقة، فطبيب القلب يتحول إلى لاعب، يتلقى تمريرة الحالة العجيبة في البلد، ويثبت المفارقات والتصريحات وردات الفعل على صدره، ثم يسدد كرة الكوميديا في الباب الغارق في المأساة، فتضحك مصر.
لا يحتاج باسم يوسف فريق إعداد كبيرا لإنجاح البرنامج، ولا يحتاج أن يكون ملك "الإفيه" ليخلق حالة هستيرية من الضحك في المسرح وخارجه، ولا يحتاج أن يكتب السيناريو والحوار المحترف لترتفع المشاهدة، فما يحدث في مصر من قبل بعض المحسوبين على "الجماعة" دعوة صارخة للضحك بلا توقف.
كل ما يفعله يوسف أنه يستعير تعبيرات الوجه والجسد لتكون تعليقا صامتا فائق الكوميديا والدلالة، وقبل ذلك يتفنن في اصطياد ضحاياه وإدانتهم بأقوالهم وأفعالهم، وأجزم أنهم أول من يضحك على أنفسهم، إن كانوا يتمتعون بأريحية الشعب المصري وروحه الرياضية.
المصريون والعرب بالعموم باتوا ينتظرون ردة فعل ضحايا باسم يوسف أكثر من انتظار برنامج باسم يوسف، واضعين في الاعتبار أن الرد لا بد أن يحمل ذات القيمة الكوميدية العالية، فالشيخ أبو إسلام – مثلا - دخل في مجاراة يوسف، حين شبهه بليلى علوي وطلب منه أن يتحجب، فضحكت مصر كلها.
مسرح برنامج "البرنامج" أحد المسارح التي يقهقه الناس فيها بين الاتحادية والتحرير، فكل هذا الاحتقان الذي يعصف بمصر ومستقبل أبناء مصر، لا يستوعبه ولا يعبر عنه سوى الضحك، وحين يضحك المصريون سيجدون الحل حتما.. "مش كدا يا واد يا مؤمن"؟