في عز طفرة الأسهم ـ وقبل أن تنخسف الأسواق بمن فيها ـ استغلت قناة "العربية" الفرصة وقامت بتغطية الأسواق المحلية وثبتت شريطاً لأسعار الأسهم المحلية على شاشتها، لتجذب المشاهدين وكان لها ذلك.. وحين أرادت صحيفتا "الحياة" و"الشرق الأوسط" الدوليتان زيادة المبيعات اتجهتا إلى المحلية وأفسحتا لها الصفحات ونشرتا المراسلين في مدن ومحافظات المملكة بحثاً عن أخبارٍ وتقارير وتحقيقات محلية تضربان فيها على وتر الإحساس لدى المواطن السعودي.

كذلك الحال مع بعض القنوات الفضائية التي استبدلت كثيراً من برامجها ونشرات أخبارها الدولية والعالمية بأخرى سعودية، وكان لها نصيب من المشاهدة والأرباح، وانسحب بعضها حين أغضب الشارع السعودي بعد تجاوزه الخطوط التي لا يرغب المحلي بتجاوزها، وبعضها لا يزال يواصل!

اليوم ومع وجود العدد الكبير من الصحف المحلية اليومية التي تعمل جاهدة على نشر الأخبار والتقارير المحلية وتسعى لإيصال معاناة أي موطن في أي مكان كان، هناك الكثير من الأخبار تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، وكثير من معاناة المواطنين تنتظر دورها في النشر. وصفحات شكاوى المواطنين تشهد زحاماً.. وكثيرة هي الأحداث التي لا تستطيع صورة فوتوجرافية وعدد من الكلمات أن تفيها حقها، أو تقدمها كما هي.. وكثيرة هي صور البلاد التي لم نشاهدها ونحتاج من يعرضها علينا وعلى العالم، كما فعلت قناة العربية في تقارير "عين على مكة والمدينة" المتميزة.

وبما أننا ننتظر انطلاقة قناة إخبارية جديدة، نتمنى من أستاذنا العزيز جمال خاشقجي مدير القناة والفنان الذي يعمل حالياً على رسم خطوطها العريضة وتحديد مساراتها ليكتسح الساحة الإعلامية ـ وهو قادر على ذلك لما يتمتع به من احترافية ـ أن يكون للمحلية جزء كبير من أخبارها فتأسرنا لنعرف كل شيء عن بلادنا، وجزء من برامجها اليومية لتناقش حدثاً محلياً يهمنا كما يفعل "علي العلياني" في برنامجه "يا هلا"، وأن تجند مراسلين في كل الأطراف المحلية.