أبدى نائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني عدم رضاه ورئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي عن المستويات التي قدمها الفريق في الجولات الماضية من دوري زين للمحترفين، مؤكدا على أهمية تحديد المشكلة لوضع الحل المناسب لها، والذي قد يكون بقراءة الفريق فنيا وإعادة توظيف اللاعبين جيدا لتلافي الأخطاء التي وقعت.

وحذر الزياني من زيادة عدد المحترفين الأجانب في الدوري، لأنها تقلص فرصة اللاعبين السعوديين في اللعب، وتحرمهم من تطوير مستوياتهم وإثبات وجودهم، مشيرا إلى عدم استفادة الأندية من المحترف الرابع كونه يأتي من القارة الآسيوية التي لا تتمتع بذوي الإمكانات المتميزة.

كما حذر المدرب السابق للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم من مغبة الوقوع في وهم تطوير الكرة السعودية عن طريق التفريط في اللاعبين المحليين وتسهيل عملية تسجيلهم في أندية أوروبا بطريقة "الكوبري أو لفة الكعب الداير" لأنها مضيعة لحقوق الأندية التي تستثمر في هؤلاء الصغار وهي التي تمد المنتخبات الوطنية بهم، منبها إلى احتيال بعض السماسرة ووكلاء اللاعبين في المملكة وخارجها لخطف المواهب، ضاربا المثل بلاعب الاتفاق إبراهيم الإبراهيم الذي يوصيه بضرورة الامتثال لأوامر ناديه بعد أن كسب الأخير القضية.

كل هذا وتفاصيل أخرى عدة في سياق الحوار التالي:

كيف وجدت الاتفاق خلال الجولات الماضية من الدوري؟

قياسا إلى معسكر الإعداد والفترة التي يفترض أن الجهاز الفني أخذ فيها فرصة كافية للتعرف على إمكانات اللاعبين، أتصور أن النتائج لم تكن على مستوى الطموحات.

ماذا تطلبون من الفريق حتى يحوز على رضاكم؟

يجب معالجة الأخطاء وتحديد المشكلة التي يمر بها الفريق، وهذا ما حاولناه، فرئيس النادي عبدالعزيز الدوسري اجتمع وأعضاء مجلس الإدارة بالمدرب جيجر ومساعديه وناقشوا الجهاز الفني حول الوضع بشكل كامل، ونحن نتطلع إلى نتائج إيجابية في الجولات المقبلة، حيث لا يزال الحكم على وضع الفريق سابقا لأوانه، وثقتنا فيه كبيرة، وبأنه يستطيع أن يقدم مستويات أفضل، ولا بد أن تتم قراءته فنيا بصورة متكاملة، وإعادة توظيف اللاعبين جيدا لتلافي أي سلبيات أو مشكلات.

هناك تعديلات في اللائحة الاحترافية قد تتضمن زيادة عدد الأجانب إلى 6، كيف ترى هذا القرار إذا ما اتخذ؟

لا أعتقد أن قرارا كهذا سيخدم الكرة السعودية، ربما يخدم الدوري بالرفع من درجة قوته ويضفي عليه إثارة أكبر، لكن ثلاثة أجانب هو العدد المطلوب، فحتى المحترف الآسيوي أجبرت عليه الأندية السعودية وتورطت فيه، لأنه لا يأتي من القارة الآسيوية لاعب مميز. لهذا أرى أن العدد ثلاثة كاف، ومن مصلحة الكرة السعودية أن تكون قاعدة اللاعبين السعوديين كبيرة، وأن يأخذوا فرصتهم بشكل أفضل، خصوصا أن الكرة السعودية تعاني اليوم من غياب اللاعبين ذوي الإمكانات العالية وندرة المواهب بين الأجيال المتعاقبة، وجاءت فترة توقفت فيه الكرة السعودية عن الإنتاج ما أضر بها، ثم نزيد عدد اللاعبين الأجانب ونحرم اللاعب السعودي المتحفز من الفرصة التي يجب أن تمنح إليه.

هل ترى أن جيل ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وسامي الجابر وسعيد العويران كان آخر عهد الموهوبين؟

لا أتحدث عن أسماء معينة بل عن الموهوبين بصورة عامة، فالعملية توقفت ولعلنا في المستقبل نحظى بمواهب جديدة، ولكن ليس بالاستعانة بلاعبين أجانب كما هو الوضع الآن.

ستكون هناك آلية لتسجيل الأكاديميات رسميا في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هل هذا الإجراء إذا ما طبق، سيحرم الأندية من الحصول على مواهب شابة بمبالغ زهيدة؟

مثل هذه الخطوة ستخدم الكرة السعودية، فالأكاديميات تنتج لاعبين إمكاناتهم رفيعة ويتسمون بعقليات وأجسام ملائمة للعبة وباحترافية عالية. وهنا ستتوسع القاعدة، وهذا ما تحتاجه الكرة السعودية.

أما بالنسبة للحصول على اللاعبين، فأساسا لا يوجد الآن من سعره زهيد، بل إننا نجد والد اللاعب الصغير أو قريبه يساوم عليه ويطلب فيه الملايين من الريالات، وهناك لاعبون لم يبلغوا الحلم ولديهم مديرو أعمال ووكلاء، فالعملية أصبحت مادية بحتة، ولكن يجب أن نفصل هذين الأمرين، ونقول إن الأكاديميات واستمراريتها وتفعيلها رسميا يخدم الكرة السعودية وتحفظ فيه حقوق هذه الأكاديميات.

حسمت قضية اللاعب إبراهيم البراهيم لصالح الاتفاق من خلال لجنة الاحتراف، فهل ستتأثر العلاقة بين اللاعب والنادي؟

كان يفترض أن يتم هذا الأمر، فنظاما وقانونيا الإبراهيم لاعب اتفاقي منذ أن بدأ حتى الوقت الحاضر، ولا مجال للتلاعب باللاعب أو حذف هويته الاتفاقية حتى وإن سافر وعاد.

وأتمنى من القائمين على الاحتراف السعودي مراعاة مصالح الأندية في عدم التفريط باللاعبين الهواة بانتقالاتهم بأي شكل إلى الخارج بداعي الاستفادة أو الإرتقاء بمستواه بحجة تطوير الكرة في المملكة.

لا شك أننا نرحب في هذا التطوير ولكن يجب أن تكون عودة اللاعب إلى ناديه، دون التلاعب بالأنظمة والقوانين والمنهجيات لكي يتم خطف اللاعبين من أنديتهم التي تعبت على صقلهم لعدة سنوات منذ البراعم وضياع حقوقها، وأنا أراهن أنه لو استمر هذا التفريط والتهاون، فأتوقع أن يتدخل السماسرة ووكلاء لاعبون في الداخل والخارج لخطف اللاعبين بحجة التسجيل في الأندية الأوروبية، وبعد مضي عامين، يكون عرضة للتحكم في مصيره، وبهذا الوضع لن ترتقي الكرة السعودية، بل سيكون الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من "هب ودب" ليخطف اللاعبين وتبقى العملية دون ضابط أو رقيب، وستهدر بالتالي مصالح الأندية خاصة وأن لدينا تسعة أندية ليس لديها مردود مادي من شركات راعية، وبالتالي ستنهال عليها المصائب وستعاني الأمرين من هذا الموضوع.

وهنا أحذر من التمادي في هذه الخطوة التي يجب أن تعود للنادي أولا وأخيرا سواء غادره اللاعب لموسمين أو أكثر، ويكون المستفيد الأول والأخير هو النادي الذي اعتنى به وعلمه فنون كرة القدم ولم يبخل عليه ماديا عليه حتى وصل إلى هذه المرحلة.

لا نريد أن يدعي علينا أحدا بأنها فائدة للمنتخبات، نحن نعرف أن المنتخبات تستعين باللاعبين من الأندية، فالأندية هي الأساس ويجب أن تعود المصلحة لها، وهي ليست بحاجة للتفريط في مزيد من حقوقها، فما يحدث حرام.

هناك تسعة أندية لا تتلقى أي دعم من أي جهة كانت، ويأتي من يسرق مواهبها بإنشاء جسور "ولفة الكعب الداير" وبعدها نجد اللاعب في ناد آخر، والإبراهيم ينطبق عليه هذا الحديث، فهو لاعب اتفاقي أنفق عليه النادي منذ الصغر، وكان يتسلم راتبا شهريا، وتحملت الإدارة تكاليف دراسته ومصروفات أخرى لا أريد أن أذكرها الآن منعا للإحراج، فيجب أن تؤول الأمور إلى نادي الاتفاق، وعلى الإبراهيم أن يمتثل لتعليمات ناديه ويعود إليه وفي غيره لن يجد أي فرصة.