ليست محلات القرطاسية والمكتبات هي الوحيدة والرابحة كما يبدو في موسم عودة المدارس، بل تنافس محلات بيع الملابس الرياضية للحصول على حصتها من كعكة احتياجات المدارس وطلابها؛ حيث عملت مبكراً على الاستعداد جيداً للموسم الساخن بعروض ترويجية وأسعار منافسة.

يجتهد "منير" وهو موظف آسيوي في شركة رياضة معروفة في تلبية طلبات الزبائن الذين يمتلئ بهم المحل الضخم، فهنا رجل يبحث عن توفير قميص مناسب لابنه من قمصان الفريق الذي يشجعه، فيما يحاول منير عدم تجاهل زبون آخر ينتظر توفير أحذية رياضية لولده الصغير وهكذا تسير الأمور معه طوال اليوم، وقال بعبارات مباشرة: نعيش هذه الأيام موسماً حافلاً فالزبائن كثر ويطلبون كل شيء، ونحاول تلبية كل ذلك بأسرع وقت، لأن الجميع مستعجل ويريد أن ينتهي قبل الآخرين، والحقيقة أن الأمر متعب كثيراً ولكن من حسنات ذلك أن الدوام ينتهي دون أن نشعر به، بعكس ما يحدث في باقي الأيام.

وغير بعيد عن منير تحدث مدير فرع شركة تجهيزات رياضية "حسين طه" عن سوق التجهيزات الرياضية وموسم عودة المدارس وقال: الحقيقة أننا نعتبر أنفسنا شركاء حقيقيين في موسم المدارس وعودة الطلاب، ومن هنا كانت الاستعدادات على قدم وساق منذ فترة ليست قصيرة، لدينا الكثير من التخفيضات خاصة على المستلزمات الأكثر إقبالاً مثل القمصان والأحذية إضافة إلى البدلات الرياضية، كما ترى الإقبال يعكس مدى تقبل الزبائن للأسعار المعروضة، لأن الجميع يبحث عن أسعار مناسبة ومعقولة ويتابع التخفيضات غالباً، وقدر حسين طه قيمة مبيعات الفرع يومياً بنحو 30 ألف ريال في موسم عودة المدارس.

من جهته، أيد مدير أحد محلات الرياضة في الدمام صبحي قابيل، ما ذهب اليه سابقه موضحاً أن المحلات الرياضية شريك رئيسي في بداية العام الدراسي، قبل أن يضيف قائلاً: أستطيع القول إن محلات الرياضة ومستلزماتها تأتي في مقدمة المستفيدين من موسم المدارس، لذلك نحرص على ترتيب أوضاعنا وتقديم الأفضل للزبائن لأن التنافس صار شديداً بين الجميع، في السابق كنا نتنافس مع محلات أما الآن فدخلت في اللعبة شركات متخصصة وبإمكانيات ضخمة تصعب الأمور علينا وتجعل نصيبنا كمحلات أقل بمرور الوقت، وغير هولاء نجد المحلات الصغيرة التي تقدم المنتجات الأقل جودة وبأسعار بخسة تضر بنا حقيقة، كما أنهم يبيعون كل شيء حتى الحقائب والأقلام "يقولها ضاحكا"، ويضيف: السوق في موسم عودة المدارس تأتي بدخل في محلات الدمام فقط يصل إلى 5 ملايين ريال، وفي أسبوع واحد فقط الذي يسبق بداية الدراسة، فلا عجب أن ترى شراسة المنافسة من الجميع.

على الجانب الآخر، يرى المتسوقون من الزبائن أن محلات الرياضة ومستلزماتها أخذت بالفعل حقها من ميزانية تجهيز الطلاب، فيصف حسن مناور "ولي أمر" ما يحدث قائلاً: تعتبر زيارة محلات الرياضة فرضا أساسياً علينا، ولدي ولدان في المرحلة الأبتدائية ولا بد من تجهيزات جديدة لهما، وهو ما حدث، ولفت نظري أن الأسعار مرتفعة عن العام الماضي بشكل ملحوظ، وللأسف أن الخيار الوحيد هو باللجوء إلى محلات أخرى ولكنها تقدم منتجات خالية من الجودة ولا تستحق ثمنها، كل ذلك جعلني أفكر في قدرة البعض على توفير احتياجات أبنائهم، قد أستطيع توفير ذلك بسبب وضعي المادي، ولكن ماذا عن الآخرين؟

أما خالد العمري فيعتبر أن سوق المستلزمات الرياضية ركب موجة الغلاء مثل الآخرين، قبل أن يستدرك قائلاً: ربما يكونون أقل جشعاً، ولكن تبقى هناك بعض الزيادات غير المبررة.