يجري رئيس آلية الوساطة الأفريقية، ثامبيو امبيكي، مشاورات مع قيادة الحكومة السودانية فى الخرطوم التى يصلها اليوم، استباقا لجولة مفاوضات حاسمة ينتظر تتويجها في خواتيم شهر سبتمبر المقبل، باتفاق نهائي بين السودان ودولة الجنوب. ويسعى امبيكي، لطرح حلول توافقية على مسؤولي الخرطوم، لتجسير شقة الخلاف مع جوبا، حول القضايا الخلافية قبيل انطلاق مفاوضات جديدة في الثالث من سبتمبر.

من جانبه، قلل الجيش السوداني من مزاعم الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال، بانشقاق 150 جندياً من صفوفه، وانضمامهم إلى قوات الجيش الشعبي (قطاع الشمال). وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن هذا محض افتراء. وأعتبر أن قطاع الشمال يحاول التغطية على الهزائم التي مني بها الجيش الشعبي. ونفى انشقاق أي جندي من الجيش السوداني، مضيفا أن الحركة الشعبية تدير حرب عصابات، وليس لها قواعد عسكرية، وشدد على أنهم سيستهدفونها في حال وجودها باعتبارها هدفا مشروعا.

كما نفى الصوارمي، أن تكون لبلاده علاقة بأي تمرد أو متمردين في دولة جنوب السودان، وذلك رداً على اتهامات جيش جنوب السودان للخرطوم بدعم مليشيات جنوبية. وأكد أن أي توترات فى الجنوب تؤثر سلبا على الأوضاع في بلاده، مشدداً على أنه لا علاقة للسودان بأي تمرد أو متمردين في دولة جنوب السودان.

وكان المتحدث باسم جيش الجنوب، فيليب أجور، أعلن أن 80 مرتزقاً مدعومين من جانب القوات المسلحة السودانية، احتلوا مزرعة بجنوب الحدود بين السودان وجنوب السودان، منذ بداية الشهر الحالي. وأضاف أن جنديين من جيش الجنوب قتلا، وأصيب اثنان آخران في القتال الذي اندلع عقب ذلك.

في هذه الأثناء اتهم مسؤول رفيع في منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الحكومة السودانية بعدم الجدية في تنفيذ الاتفاق الثلاثي الخاص بايصال المساعدات للمتضررين من القتال فى النيل الأزرق وجنوب كردفان. وشدد المسؤول على أهمية وصول المساعدات في أسرع وقت باعتبارها أولوية قصوى في الوقت الحالي.

وتتمسك الخرطوم بضرورة إجراء تقييم ومسح ميدانى، بمشاركة مندوبيها للمناطق الخاضعة للحركة الشعبية، والتأكد من حقيقة أرقام المحتاجين قبل السماح بإرسال الإغاثة. وكانت الحركة الشعبية ـ شمال ـ اتهمت الحكومة السودانية بعرقلة تنفيذ اتفاق المساعدات، وطالبت المجتمع الدولي بتجاوز الحكومة السودانية، وإيصال المساعدات عن طريق دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، بينما أكد المفوض العام للعون الإنساني في السودان سليمان عبدالرحمن، أن حكومته تجري ترتيباتها لإكمال الإجراءات بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لإنفاذ المبادرة الثلاثية. واعتبر المفوض عملية الإسقاط التي نفذتها المنظمات في دولة الجنوب، خرقا للاتفاقية والمبادرة الثلاثية، وانتهاكا صريحا للسيادة الوطنية، وطالب بتصحيح مسار العملية.