شكل المدافع الدولي عبدالله الشريدة في محطتيه الكرويتين بالقادسية والهلال، أهم الحزم الدفاعية الكروية لفريقيه، فالمحطة الأولى كانت اللبنة التأسيسية، اقتبس خلالها شخصية القيادة الدفاعية من شقيقه (وجدي)، أما المحطة الثانية فكانت بمثابة الترويض والنضج الكروي له بعد أن خاض تجربة الاحتكاك مع ناد بطولي ومع لاعبين أفذاذ عرفوا على مستوى القارة الصفراء رغم أنه فتح عينيه على البطولات مع فريقه القادسية الذي حقق معه أولى بطولات كأس الكؤوس الآسيوية لفريق سعودي.

الأهم هو أن نودع عبدالله الشريدة ونرد له الجميل في وقت كنا ننتظر ألا يكون حفل اعتزاله وسط ضجيج "خليجي 21" وأمام (كومة) من الضجيج الإعلامي الذي أخذ بالدورة إلى مسار آخر، إلا أننا ملزمون بالمشاركة في وداع (ظاهرة احترافية) يندر أن نراها في لاعب سعودي اشتهر بالالتزام، حيث لم يعهد عن الشريدة طيلة احترافه بالهلال أن تجاوز الساعة الـ11 مساء دون أن يكون قد خلد إلى النوم، كما حرص دائما على أن يكون في مقدمة اللاعبين خلال التدريبات اليومية. وقد يكون الشريدة اللاعب الوحيد الذي لم يسجل حالات غياب دون عذر طيلة مشواره الكروي.

من أراد معرفة كيفية تطبيق الاحتراف من اللاعبين، عليه أن ينظر إلى احترافية (المعلم) الشريدة ويقيس حاله بحاله، فحالة الأخير دائما ما تدعو الأندية واللاعبين إلى تطبيق تجاربه ونهجه من حيث الالتزام وكيفية التعاطي مع الظروف المحيطة والإصرار على تجاوز المحن والإصابات، والكل يتذكر حادثة إصابته الشهيرة أمام النصر وكيفية تجاوزه ذلك المشهد المخيف ومن ثم العودة إلى التألق في سماء الكرة السعودية.