رغم اليقين التام لدى الكل بأن "النهاية" أمر حتمي لكل شيء، إلا أن بعض أعضاء مجلس الشورى المغادرين كانوا يتمنون البقاء على كراسيهم أبد الدهر.. ولو استشيروا لما نطقوا بغير ذلك!
غادر أمس 58% من أعضاء مجلس الشورى السابق، وحل على كراسيهم 63 عضوا جديدا تتوسطهم 30 سيدة، بينهن أسماء لامعة في الطب وأميرات، يمثلن 42% من أعضاء المجلس ليديروا دفعة الدورة السادسة لأربع سنوات فيها مئات الجلسات ومئات التوصيات والاقتراحات، وسيأتي مثل هذا اليوم الذي نودع فيه بعضهم ونستقبل غيرهم.. ولن يتغير شيء إلا لمن أراد أن يغير بنفسه وبعمله في المجلس مشاركة ومشاورة، ليحفظ الناس اسمه كعضو فاعل، قدم ورحل، بينما سيغيب رفيقه العضو "الخامل" طوال 4 سنوات ثم يخرج من المجلس يحمل ذات الاسم "عضو سابق في الشورى".
في يوم تجديد مجلس الشورى، يلفت الانتباه أسماء المعينين فتتفحصها الأنظار، وتقف عندها الأصابع لتبني عليها الآمال أو لتتوقف عندها الطموحات، وتحضر السير الذاتية لكل عضوٍ جديد، رغم أن بعض الأسماء في القائمة الجديدة لا تحتاج إلى تقديم سيرتها الذاتية، فقط يكفي "الاسم" ليقال الكثير عنها مثل: "خولة الكريع، حياة سندي، سلوى الهزاع، ثريا عبيد".
لكن الوقوف عند أسماء المغادرين أهم في نظري، لكي نميز بين العضو "الفاعل" و"الخامل"، لكي ندرك من قدم المقترحات والتوصيات وشارك في الدراسات وترك بصمة له في تاريخ المجلس، بعض الأسماء في قائمة المغادرين لم تمر على الإعلام إلا ضمن قرار التعيين قبل 4 سنوات وبعضها قبل 8 سنوات وبعضها قبل 12 سنة.
من بين المغادرين أسماء كثيرة تستحق التقدير منها: "حمد القاضي، طلال بكري، عبدالرحمن العناد، عبدالوهاب آل مجثل، محمد القويحص..".
الإحصائيات تكشف أداء كل عضو خلال فترة وجوده في المجلس، كما تكشف أداء المجلس كله، فعلى سبيل المثال تقول الإحصائيات التي نشرتها "الوطن" في تغطيتها المتميزة أمس، إن إحدى سنوات الدورة الخامسة لمجلس الشورى شهدت 158 جلسة أسفرت عن 78 قرارا فقط، بعد مداولات بين 150 عضوا يمثلون مجلس الشوري.
(بين قوسين)
كل الأعين على سيدات مجلس الشورى، وكل الأقلام سترصد أداءهن في أول مشاركة نسائية في تاريخ السعودية، ولدي تفاؤل كبير خاصة أن قائمة سيدات الشورى تحوي 25 سيدة تحمل الدكتوراه من أصل 30 عضوة.