اجتماع واحد فقط لاتحاد القدم، كان كفيلا بكشف كل ما خبأته دفاتر المنتخب الأول طوال 18 شهرا، شهدت كل أنواع الهشاشة من حيث الإدارة والتدريب.

ما وضعه الجهازان الفني والإداري على طاولة اتحاد القدم أمس من تقارير، كان أكثر من كاف لمعرفة السبب الرئيس في إيصال المنتخب إلى ما وصل إليه من أوضاع متردية، فلا التقرير الفني أقنع المجتمعين، ولا الإداري كان أفضل من غيره.

والمضحك المبكي، أن كلا التقريرين حمل تناقضات كبيرة، فكل منهما سعى لتحميل الآخر مسؤولية ما أصاب الأخضر من أمراض متعددة، كما أنه بدا واضحا أن أحد التقريرين أعد متأخرا، بعد تسريب معلومات عما تضمنه الآخر ضده، بدليل أنه ذُيل بسرد الخفايا السلبية وأسباب الإخفاقات بعدما علت أسطره الأولى كل أنواع المدح.

الآن وضحت العراقيل التي كانت خلف تقهقر الأخضر، وتبين تماما أن ريكارد يمكن أن يكون واجهة لفريق أو منتخب جاهز، لكنه ليس بمقدوره الابتكار أو صنع جديد، ومن هنا يستحق اتحاد القدم الإشادة، وهو يجتاز أول اختبار حقيقي خضع إليه. لكن هناك ما ينتقص من هذه الإشادة وهي عدم إعلانه مدربا مباشرا للمنتخب في المرحلة المقبلة، وهو الذي يعلم بأن الوقت لن يسعف أي مدرب جديد مهما كان اسمه وخبرته، خصوصا وأن تصفيات بطولة أمم آسيا على الأبواب. لن نصف الاتحاد بعدم الشجاعة، وهو يرمي بالمسؤولية في ملعب المشرف على المنتخبات السنية، لكنه كان من الأولى أن يسمي مدربا وطنيا ولو موقتا.