أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن "الأزمة في سورية تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم". وقال الإبراهيمي للصحفيين لدى عودته إلى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق "سنحاول جهدنا أن نتقدم ونجند إمكاناتنا وطاقاتنا لمساعدة الشعب السوري". وأضاف "سيكون لنا مكتب في دمشق ووعدت الحكومة السورية بأنها ستمكنه من القيام بعمله"، مشيرا إلى أن اتصالاته لإيجاد حل للأزمة السورية "ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري".
والتقى الإبراهيمي أول من أمس شخصيات من المعارضة السورية قالت إنه قدم "أفكارا جديدة" لجهود السلام، بينما هزت انفجارات دمشق واستهدفت غارات جوية المعارضة المسلحة في حلب. ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي المعارضة التي تضم احزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية اللقاء مع الابراهيمي بأنه "هام ومفيد ومثمر".
في غضون ذلك لم تهدأ وتيرة العمليات العسكرية حيث قتل 12 مدنيا على الأقل وجرح 60 آخرون بعد غارات جوية شنتها القوات السورية ليلا على مدينة الباب شمال شرق حلب التي يسيطر عليها الثوار. وفي مستشفى المدينة البالغ عدد سكانها نحو 70 ألف نسمة، والتي تنتشر فيها نحو 20 كتيبة من الجيش السوري الحر، أشار أحد الأطباء إلى أن طائرتين حربيتين استهدفتا المدينة ملقية قذائف عدة أصابت مدارس فارغة ومباني سكنية. وكانت طائرة حربية حلقت قبل ظهر أمس في سماء المدينة من دون أن تغير عليها ما تسبب في حالات من الذعر أفرغت الشوارع من السكان. ولقي أربعة أشخاص بينهم ثلاث نساء، حتفهم داخل أحد المنازل، بحسب والد إحدى الضحايا. وأكد سكان أن الحي لا يضم أي هدف تابع للمعارضة. وأشار مصطفى تمرو، وهو مدرس للغة الإنجليزية يبلغ من العمر 39 عاما، إلى أن الغارات "استهدفت المدرسة. كان الجيش الحر موجودا فيها مع بداية الثورة، لكنه غادرها منذ شهرين".
وأصيبت مدرسة حليمة السعدية بثلاث قذائف على الأقل، أدت إحداها إلى سقوط طبقة على أخرى، بينما اخترقت أخرى الجدار المحيط بالمدرسة، في حين أدت ثالثة إلى حفرة في الملعب بقطر ستة أمتار وعمق مترين.