بينما كنت (مجهللاً) أمارس "التسكع" في شوارع الصحف "إليكترونيا"، والمواقع الإخبارية وغيرها، وقع بين عيني مصادفة تقرير "يندى له الجبين"، والحقيقة أنه لم يند جبيني، ولكن المصطلح جميل، فقررت أن استخدمه في مقدمتي، تجميلا وتهويلا و(تنديدًا) بأعمال الجبين اللعـ..!

كان التقرير - أبوجبين - عن أكثر الشعوب سعادة في العالم، فكنت أظن (بلا شك) أننا نتربع على عرشه، لما نملك من مواصفات (استثنائية)، لكن القائمة خيبت ظني.. ولم نكن، فقلت ربما أننا من الخمسة الأوائل، ولم يكن! فتحول أملي إلى قائمة الـ20 الذين كتبهم التقرير، ومع ذلك لم أجدنا.. وعندها حاولت أن أفحص ما لدى شعب (النرويج)، الفائز بالمركز الأول، فوجدت أنهم يتميزون بالعلاقات الاجتماعية، ويمتلكون أنظمة اقتصادية.. ولكوني أعرف أننا شعب اجتماعي، ومتلاحم، وصاحب اقتصاد متين، فقد قدحت في صحة التقرير، وتجاهلته.. وهربت من سعادته.

لكن المحرج في الأمر، أنه وبنفس التقرير الموشوم، وجدت قائمة أكثر الشعوب تعاسة في العالم، ولكوني مواطنا متفائلا - أحيانًا -، لم ألتفت للمراكز الأولى في صفوف (المتعسين)، وبحثت عن المركز الأخير، أو ما يسمى بـ"أحسن السيئ"، ففرحت لأنني لم أجدنا.. وجدت (نيجيريا) تحتل المكان، وهذا يعود لتفشي الفساد، وتبديد ثروات الغاز والنفط، والمعارك الطائفية في البلاد..

وهناك، في ذات الموقع، عبر تقرير "تصنيفي" آخر، وجدتنا في المركز الثالث، ففرحت فرحًا كبيرًا، وصرخت بأعلى صوتي قبل أن أتعرف على ماهية التقرير.. وصدمت عندما وجدتنا ثالث أكثر الشعوب كسلا في العالم!، ولكوني نشيطا - غالبًا - لم أصدق هذا، فتركته.. وقررت أن تكون لي قائمة مستقلة، بمزاجي ونظرتي وتصنيفي، وأضمن من خلالها المركز الأول لنا، كمساهمة مني في العمل الوطني، فقررت أن أمنح الشعب السعودي، المركز الأول، كـ(أزحف شعوب العالم) قاطبة.. والسلام.