كلما قدمنا عملا دراميا فيه حدث غريب قالوا لنا أنتم تبالغون.. في أي مجتمع يحدث هذا! إن ما تقدمونه هو (فيلم هندي)! أتمنى أن يكون نقاد الغفلة هؤلاء قد شاهدوا حلقة مريم التي استضافها الشريان في ثامنته، فأي خيال لكاتب سيناريو يستطيع أن ينسج قصة مثل هذه؟
فتاة سعودية انتزعها أبوها من أمها الهندية التي تزوجها بالسر، وأعطاها لعائلة تشادية.. لتقوم بتربيتها، عاشت حياتها على أنها تشادية.. وعلى أن هذه هي عائلتها، وقبل وفاة أمها بأسبوع أخبرتها أنها ليست أمها الحقيقية وأن أباها سعودي، والأدهى من هذه أن الأب قال للرجل التشادي تزوجها حين تكبر! كبرت، عرفت هوية أبيها، اتصلت عليه، أغلق الخط في وجهها! - هذا فيلم مرشح للأوسكار - ولكن اصبروا لم تنته الحكاية.. رفضت زواجها من الرجل الذي رباها (باعتباره أباها) وتطورت الأحداث حتى ذهبت إلى قسم الشرطة! دخلت السجن وخرجت وهي مرعوبة من الرجل الذي رباها، وعادت إليه لتعيش سنة أخرى في ظل رجل مصر على الزواج منها، وتتطور الأحداث لتعاود الاتصال بأبيها لتقول له: "أريد فقط أن أراك.."، ويخبرها بمرضه وتطلب منه طلبا واحدا: "قل لآدم ألا يتزوجني"، فيرد عليها: "وش فيها إذا تزوجك؟!" تذكروا آدم هذا كان في الخامسة والخمسين حين أراد أن يتزوجها، وهي كانت في الخامسة عشر.
وللقصة خيوط أخرى بإمكانكم سماعها بصوت مريم. هذه القصة عجيبة ولكنها ليست يتيمة، فالأيام كريمة بالقصص التي تفوق الخيال، لذلك لا تستغربوا من أعمالنا الدرامية لأننا نغرف من هذه الحياة المليئة بالأفلام الهندية.