ما يزال الغموض يلف قضية الشاب السعودي زياد عابد المتهم بالتحريض على قتل رجل أعمال أميركي. وكانت السلطات الأميركية أوقفت زياد (23 عاما) في ولاية كنساس، بعد اتهامه بالتحريض على قتل رجل الأعمال بلاين ويث ورث عبر دفع مبلغ لشاب أميركي يدعى سينجليتاري.

ووفقا لما صدر عن محكمة مقاطعة جونسون في ولاية كنساس، فإن ريجينالد أطلق النار على صاحب حانة في بلدة وارينسبرغ في كنساس فأرداه قتيلا. وهو مستأجر من قبل الشاب السعودي لارتكاب جريمته. وفي حديث والد زياد الكابتن طيار طارق عابد إلى "الوطن" أكد أن المعلومات التي كانت بحوزة ممثلة الادعاء العام لم تكن دقيقة، حيث إنها جمعتها من خلال أخذ آراء الناس في المدينة في وقت قصير لم يتجاوز الـ 24 ساعة، لتقنع القاضي بعدم قبول الكفالة للإفراج عن زياد، فضلا عن ادعائها بأن زياد يملك الكثير من المال، وهو قادر على الهروب من البلد حال إطلاق سراحه، خصوصا وأن والده يعمل في الطيران. لافتا إلى أن الجريمة المتهم فيها زياد حصلت السبت، ولو أراد زياد الهرب لكان بوسعه ذلك خصوصا أن الوقت الفاصل بين وقوع الجريمة وإلقاء القبض عليه يتجاوز الثلاثة أيام. واستدرك قائلا إنه يثق في عدالة القضاء الأميركي، لكن المشكلة تكمن في الوقت الطويل الذي تستغرقه التحقيقات التي تستمر لمدة 90 يوما، كما أن العاملين في القضاء بشر وبالتالي قد يتأثر بعضهم بوسائل الإعلام.

وذكر عابد أنه قابل ولده الأسبوع الماضي، وأخبره أن المعاملة داخل السجن جيدة، كما أنه لم يتعرض للتعذيب من أي طرف كان، على الرغم من كل ما ذكر في القنوات الإعلامية الأميركية عن القضية. كما أنه أحضر لزياد مصحفا، وسلمته السلطات له.

وأضاف أن المعلومة الوحيدة التي حصل عليها من المحامي أن زياد ليس لديه دافع للقتل، ولا يوجد بينه وبين المقتول علاقة. ولفت إلى أن زياد يتصل بأمه يوميا منذ الأسبوع الماضي، فيما أنه لم يستطع الاتصال بأحد في الفترات الأولى من التوقيف.

وفيما يختص بالكفالة أشار عابد إلى أن فكرة دفع الكفالة صعبة لأن ممثلة الادعاء تعترض لوجود مخاطرة هربه خارج البلاد.

ولم يخف الأب حيرته، وقال إنه تائه إلى الأن والتفاصيل الموجودة لديه حول القضية شحيحة جدا وهو يستقيها من المحامي الموكل للدفاع عن زياد، مشيرا إلى أن ولده يدرس الطيران، ومن المفترض أن ينتهي من دراسته العام المقبل. ولا يمكن له أن يصدق في يوم من الأيام أن ابنه من الممكن أن يفعل مثل هذا الأمر. وذكر عابد أن ولده رجل عادي وهو ليس متعصبا دينيا.

وأضاف أنه يخشى الذهاب إلى البيت الذي كان يسكن فيه زياد إلا بشكل رسمي، لأن الإعلام موجود هناك. وأكد أنه قابل المحامي للحصول على وكالة تخوله دخول البيت ومقابلة الناس الموجودين هناك.

وذكر عابد أن أوراق التحقيقات لم تصل كلها لمكتب الادعاء العام،.

وفي صعيد متصل أوضح قنصل المملكة في ولاية هيوستن سلطان العنقري في تصريح لـ "الوطن" أن القنصلية وكلت محاميا في قضية زياد، كما أن وفدا من القنصلية زاره للاطمئنان عليه. وأكد أن هناك دورات تعريفية مكثفة مدة الواحدة منها ثلاث أيام تقام للمبتعثين إلى الولايات المتحدة لتعريفهم بكل الجوانب التعليمية والثقافية والقانوينة والاجتماعية الواجب عليهم الالتزام بها. وأكد أن قضية زياد من القضايا الجنائية النادرة للسعوديين، حيث إن معظم مشاكل السعوديين هي مخالفات إقامة وما شابه ذلك.