حصل المبتعث بجامعة كوينزلاند في شرق أستراليا مقبول العلياني على تميز في رسالة ماجستير من بين الطلبة الدوليين الدارسين للتخصص نفسه في مجال البحث الطبي وذلك بتقديم بحث في موضوع جديد عن مرض الزهايمر.

وذكر العلياني في تصريح إلى "الوطن" أن السر في تميزه ببحثه العلمي المقدم هو بطرحه فكرة طبية جديدة لم يسبق الخوض فيها من قبل، وتتمثل بالتركيز على تصوير الدماغ باستخدم جهاز الرنين المغناطيسي، بحيث يتم التركيزخلال عملية التصوير على تحديد وإيجاد افضل جزء يربط الاعصاب بين منطقتين هما: Basal forebrain and hippocampus، لأن هاتين المنطقتين هما اللتان يحدث فيهما مرض الزهايمر في الدماغ. وقد أخذت العينات للبحث عن طريق جهاز الرنين المغناطيسي (16,4 تيسلا) المخصص للابحاث بالجامعة والذي يعتبر الوحيد في أستراليا والسادس في العالم، من حيث التطور التقني والتقدم الكبير والهائل الذي يحتوي عليه في مجال التصوير باستخدام آلية الرنين المغناطيسي.

وأوضح العلياني أنه رغم أن هذا الجهاز متقدم إلا أنه لابدّ من استخدام تقنية جديدة تسمى Diffusion Tensor Imaging، والتي تعرف اختصاراً باسم (DTI).

وأضاف أنه تم استخدام عدة برامج جديدة من أجل أخذ نتائج دقيقة للبحث مثل: TrackVis، وكذلك برنامج Toolkit and ITK snap، وذلك لمعرفة كمية الأعصاب الموصلة بينBasal forebrain and hippocampus، وتحديد أماكن التقطع في الأعصاب والتي تؤدي إلى مرض الزهايمر لدى كبار السن.

وأشار العلياني إلى أن مرض الزهايمر يحدث نتيجة اضطرابات في الدماغ، كما أنه يعتبر من الأمراض الشائعة في العالم التي تؤدي الى الموت في المراحل المتقدمة من المرض وتبعا للمنظمة المختصة بمرض الزهايمر في أميركا، فإن المرض يكلف 200 مليار دولار سنويا لعلاج المصابين بالزهايمر، حيث يتم استخدام جزء كبير من الأموال من أجل إيجاد أسباب أدق تشخص المرض وإيجاد وسائل علاج لهذا المرض الذي تسببه عدة عوامل منها اضطراب في بعض الجينات والضغوطات اليومية في الحياة والدخان والجلطات الدماغية وغيرها من الأسباب.

وفي إجابة على سؤال لـ"الوطن" عن الدوافع وراء اختياره ذلك الموضوع للبحث فيه، قال العلياني: إن مرض الزهايمر تزايد في الفترة الزمنية الأخيرة كما أن موضوع بحثه لم يبحث مسبقا ويعتبر دراسة جديدة قام بها مع مشرفته الدراسية، وسوف ينشر كورقة علمية في الأشهر المقبلة بإذن الله.

وأشار المبتعث العلياني إلى أن المراكز الخدمية الصحية والطبية في المملكة تنقصها المراكز المتخصصة للأبحاث التي تدعمها الحكومة والقطاع الخاص ورجال الأعمال، والتي يتم ربطها بالجامعات والمراكز الطبية المتقدمة للقيام بمثل هذه الدراسات لخدمة الشعب والارتقاء بمجال البحث والدراسات العليا، كما ذكر بأهمية إيجاد إحصائيات دقيقة لعدة أمراض وما مدى انتشارها في مجتمعنا السعودي، حتى يتم تسليط الضوء عليها ومنحها القيمة التي تستحقها من البحث العلمي، في إطار مبادرات علمية متخصصة وموجهة بشكل صحيح تسمح بتشخيص أسباب هذه الأمراض وطرق علاجها.