ظلت الرايات أو الأعلام على مدى تاريخ البشر، رمز أمة ووجود إنساني وفكري. ولطالما كانت خفاقة في السماء، ترفرف في واجهات الريح والزمن، عاليا ، وفوق كل علم على أرض الوطن، ليسطع في كل روح تنبض بالحياة، وحب الوطن، وحب الأمة والأرض. فيكون البناء رصينا، والمجد متينا، والحضارة قوية وصلبة، لا تتأثر بالموجات المتوالية، أو بالمكائد أو حتى بالأزمات.


الراية واللواء في اللغة

يرادف مفردة الراية في اللغة مفردات عدة، منها (اللواء) لأنه يلوى لكبره فلا ينشر إلا عند الحاجة, وجمعها ألوية وألويات, يقال بعثوا بالسّواء واللوّاء, أي بعثوا يستغيثون. و(اللواء) في التقسيم الإداري اسم لقطعة معينة من البلاد، ويقال اللواء لعدد من الجند, ومنه أخذ أمير اللواء وهو منصب عسكري.

أما العلم فهو رسم الثوب ورقمه. ونعني به كذلك الراية وما يعقد على الرمح, وهو كذلك شيء ينصب فيهتدى به. ومن معاني العلم كذلك, الجبل الطويل, العلامة والأثر, المنارة, وسيد القوم, وجمعها أعلام وعلام بالكسرة تحت العين.

وللراية أسماء كثيرة منها, البند جمع بنود وهو العلم الكبير, والخال وهو اللواء والعقاب وهو النسر في اللغة العربية, والغاية منها كذلك الراية, والأم والبيرق جمع بيارق, أما حامل البيرق فيسمى البيرق دار وهكذا نجد أن لكلمة الراية أسماء كثيرة.


نظرة تاريخية

تاريخيا، يرى الباحثون، أنه لا أحد يعرف على وجه التحديد متى استخدم العلم لأول مرة, ففي العصور الأولى للتاريخ عندما كان الإنسان يرتدي جلود الحيوانات ويسكن الكهوف ويستخدم أدواته من الحجر, وجد أنه بحاجة ماسة إلى أن يخبر عائلته بالموضوع الذي سيتصيد فيه فكان عليه أن يغرس في الأرض عصا معقوفة الرأس عند مكان صيده على أمل أن توافيه عائلته إلى هناك أو تنتظره عند تلك العصا, وكانت هذه العلامة بمثابة العلم عند الإنسان الأول.

وتؤكد المصادر، أنه حينما تطور المجتمع البشري ونشأت أولى الحضارات الزراعية, تطور "العلم" وصارت المجموعات الإنسانية تميز نفسها بعلامات مختلفة, فكان بعضها يضع ذيول الذئاب على عصا عالية. وكان بعضها الآخر يفضل أن يميز مجموعته بأذناب الخيول فيرفع بعضها فوق رمح طويل. وتقول الروايات التاريخية: إن أول من استعمل (العلم) بعد الصيادين هم الجنود الذين كانوا يخوضون المعارك ويلتحمون مع أعدائهم وتختلط السيوف بالسيوف وكانوا يجدون صعوبة في معرفة أماكن وجود قادتهم.





أول علم في الإسلام

ورد في أكثر من موضع ولدى العديد من المؤرخين وأهل العلم أن أحد الأنصار أبى إلا أن يدخل الرسول صلى الله وعليه وسلم المدينة بعلم، فنزع عمامته ونشرها وعلقها على رمح ورفعها عاليا: فوق رأس الرسول الكريم, فكانت أول علم رفع في الإسلام وقد كان الرسول الكريم يربط بيده أعلام الفتح ويسلمها إلى قادة الجنود والسّرية الذاهبة إلى الجهاد، وقد اختار الرسول الأعظم علمين أحدهما: راية سوداء اللون كبيرة الحجم والأخرى راية بيضاء اللون أصغر قليلا من الأولى كرمز للطهر والسلام وهما من شعائر الإسلام. وقد رفع المسلمون هاتين الرايتين عاليا من حدود الصين إلى تخوم أوروبا.

عهد الخلفاء الراشدين

وأصبح اللواء تقليداً راسخاً في الدولة الإسلامية. وكان عمر بن الخطاب إذا وجه جيشاً إلى حرب، عقد له الألوية وسلمها إلى الأمراء لكل أمير راية قبيلة. وكان يقول للجند حين يعقد اللواء: "بسم الله وبالله وعلى عون الله، امضوا بتأييد الله، وما النصر إلا من عند الله، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين، ولا تجبنوا عند اللقاء، ولا تمثلوا عند القدرة، ولا تسرفوا عند الظهور، ولا تقتلوا هرماً ولا امرأة ولا وليداً".

ففي عهد الخلفاء الراشدين انضوى المسلمون تحت رايتي الإسلام وأضافوا لهما أعلاما أخرى, فكان لعمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني والذي حكم من 634 إلى 644 م راية تسمى الخضرية وكان لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه, راية سوداء تسمى الجموح وبعد مقتله سنة661 م انقسمت الدولة الإسلامية إلى عدد من الولايات والإمارات الشيء الذي فرض إنشاء ألوية مختلفة ومنتمية للفرق الثلاث: الأمويين, العلويين نسبة إلى الإمام علي, العباسيين, وزاد على ذلك ظهور ما يسمى بالخوارج وملوك الطوائف في بلاد الأندلس, فتنوعت الرايات بشتى الألوان وتميزت برسوم لأشكال هندسية أو برموز لأبراج النجوم أو بخطوط لآيات من كتاب الله عز وجل.

ولما قامت الدولة الأموية أو بنو أمية والتي دامت سيطرتهم على الحكم من عام 661 إلى عام 750م صار اللون الأبيض لونا رسميا إضافة إلى اللون الأخضر, واللون الأبيض كان يرمز إلى الصفاء والنقاء والطهر إشارة إلى مبادئ الإسلام حتى صار الأمويون يلقبون بالمبيضة أي أصحاب اللون الأبيض.


العلم السعودي

بتت الدراسات التاريخية أن علم المملكة الذي تتوسطه عبارة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) جاء متوارثاً من تلك الراية التي كان يحملها حكام آل سعود حين نشرهم للدعوة وتوسيع مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى.

يؤكد الباحث "عبدالرحمن الرويشد" في كتابه "تاريخ العلم السعودي" أن الراية إبان الدولة السعودية الأولى كانت خضراء مشغولة من "الخز" و"الإبريسم"، وكتبت عليها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأنها كانت معقودة على سارية بسيطة.

وأضاف: أن هذه الراية استمرت من عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود وابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز وابنه الإمام عبدالله بن سعود، حيث يقول: إن علم المملكة اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين (السعودية الأولى والثانية) منذ نشأتها، وهو عبارة عن قطعة من القماش الأخضر خط في منتصفها بخط واضح عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وتحت العبارة رُسِمَ سيف، يرمز إلى القوة والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد خفاقة في ربوع الكون، مضيفاً أنه ومراعاة لالتزام مواصفات معينة لأطواله، نصت التعليمات على أن يكون العلم الوطني مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأسفل العبارة سيف مسلول، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم.

علم خاص

وأضاف "الرويشد": أن هناك تعليمات تنص على أن يكون هناك علم خاص للملك، يطابق العلم الوطني في أوصافه، ويطرز في الزاوية الدنيا منه والمجاورة لسارية العلم شعار المملكة، ذاكراً أنه مع تصاعد الصراع البريطاني الفرنسي جاء "دومنغو باديا ليبيلخ" الذي تظاهر بالإسلام وتخفى تحت اسم "الحاج علي العباسي" ليعمل لحساب "نابليون الثالث"، وليسبر غور الحركة الإصلاحية في نجد، حيث وصل ذلك العميل إلى مكة في 14 من ذي القعدة عام 1221هـ الموافق (شهر يناير 1807)، وأتيح لهذا الجاسوس حينها فرصة رؤية دخول جيش الإمام سعود إلى مكة المكرمة، البالغ عددهم 45 ألفا وهم في ثياب الإحرام، كما شاهد جيش سعود وأتباعه يزحفون داخل مكة ليؤدوا المناسك، يتقدمهم عَلَم أخضر طرزت عليه بحروف كبيرة بيضاء عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وأكد الرويشد أن "جون لويس بوكهارت" الذي وصف جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز قد دوّن في ملاحظاته أن لدى كل شيخ أو أمير من أمراء الإمام سعود راية خاصة، وأن سعوداً يمتلك عدداً من الرايات المختلفة.

أول راية سعودية

يرى "الرويشد" في كتابه "أن أول راية رفعت في العصر السعودي الأول كانت عام (1744)، موضحاً أن "ابن بشر" ذكر في تاريخه أن الإمام عبدالعزيز بن محمد الحاكم الثاني في الدولة السعودية الأولى، وابنه الإمام سعود كانا يبعثان رسلهما إلى رؤساء القبائل، ويحددان لهم يوماً ومكاناً معلوماً على ماء معين، وتتقدمهما الراية، فتنصب على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل. وأضاف: أن القبطان الإنجليزي "آي آر بيرس" شاهد من على ظهر سفينة "بيرسيوس" التابعة للبحرية البريطانية استعدادات مبارك الصباح والإمام عبدالرحمن الفيصل لـ"معركة الصريف"، حيث وصف مشهد الاستعدادات: "بالمشهد الرائع والفريد" وقال: أظن أنه كان هناك ما لا يقل عن عشرة آلاف رجل وكان من بينهم قوات آل سعود التي كانت تحمل راية خضراء اللون وقد كتب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

شؤون الراية

وأوضح الباحث "الرويشد" أنه كان يتولى خياطة الرايات وإعدادها والكتابة عليها أهل بيت معروف في الرياض، وأضاف: أن آخر من تولى شأن راية الملك عبدالعزيز هو "عبدالله بن محمد بن شاهين"، ثم أوكل الأمر بعد ذلك إلى الوجيه الشيخ "سعد بن سعيد" وابنه "عبدالمحسن بن سعد بن سعيد" من أهل الرياض، ثم آل أمرها فيما بعد إلى جهات اختصاصها، وفي يوم 12 /1 /1357هـ الموافق 13 /3 /1938م حيث صدر نظام رفع العلم بالأمر السامي الكريم رقم 1/4/7 ونشر في جريدة رسمية، لافتاً إلى أن اللون الأخضر اختير كرمز إلى رياض الجنة، أما عبارة التوحيد فهي تعبير عن وحدانية الله والتأكيد على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول الله وخاتم النبيين، وقد ذكر الريحاني في تاريخه: أن الراية التي حملها الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - في أول عهده كان الجزء الذي يلي السارية منها أبيض، وكان فيها جزء أخضر، وكانت مربعة تتوسطها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ويعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكلها – بعد ذلك – فضمت سيفاً واحداً تحت كلمة الشهادة كتب تحته "نصر من الله وفتح قريب".

حاملو البيرق

ويعدد «عبدالرحمن الرويشد» أبرز من حمل البيرق في العصور السعودية على النحو التالي: أولاً "إبراهيم بن طوق": من أسرة آل طوق (المعامرة) من سكان الدرعية، ولم يمدنا التاريخ بمزيد من المعلومات عنه، ولا عما كانت تتطلبه مهنة حمل الراية، وإن كان "ابن بشر" قد أفادنا في تاريخه بأن الإمام عبدالعزيز الحاكم الثاني في الدولة السعودية الأولى وابنه سعود كانا يحددان مكاناً معلوماً على ماء معين في يوم معروف لاجتماع الناس، وأنه يتقدم إلى ذلك المكان لرفع الراية (البيارق) التي تنصب على ذلك المورد، وعندما تناول ابن بشر سيرة الإمام (تركي) مؤسس الدولة السعودية الثانية قال: كان ذلك الإمام يكتب لأمراء البلدان يأمرهم بالخروج والاجتماع في مكان معين، ثم يخرج الراية من قصره فتنصب قريبة من باب قصر الحكم في الرياض قبل خروجه بيوم أو يومين، مضيفاً أن ثاني من حمل البيرق هو "عبدالله أبو نهية": وقد أشار إليه المؤرخ "ابن بشر" وإلى بطولاته ومواقفه في الدفاع عن بلدة الدرعية عند حصارها عام 1233هـ (1818م)/ وآل "أبو نهية" أسرة عريقة من أسر الدرعية تسكن بقيتهم اليوم في مدينة الأحساء وما حولها، وقد توفي "عبدالله أبو نهية" إبان ذلك الحصار الغاشم عام 1233هـ (1818م)، وثالثهم هو "الحميدي بن سلمة" و"آل سلمة" أسرة من أسر الرياض المعروفة منذ القدم، ويتذكر الناس عدة أسماء من هذه الأسرة ممن حمل الراية في الدولة السعودية الثانية، منهم "الحميدي" الذي توفي في إحدى المعارك، ذاكراً رابع من حمل البيرق وهو "صالح بن عبدالله بن هديان" من أسر الرياض المعروفة، وقد حمل الراية في آخر الدولة السعودية الثانية وأول الثالثة، كما كان ممن حمل راية أبناء سعود بن فيصل، وقد كلفه الملك عبدالعزيز بحمل راية حجاج العارض السنوية التي كان ينطلق بها مع الراية في كل سنة، ويلتف حولها الحجاج حتى مكة، ثم يعود بها مع القوافل إلى حيث انطلقوا، وقد ظل ذلك التقليد متبعاً في أول عهد الملك عبدالعزيز حتى إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ (1932م).

ظروف استثنائية

وكشف الباحث "الرويشد" أن "عبدالرحمن بن مطرف" هو ثامن من حمل البيرق حيث تسلم الراية بعد آل معشوق وحملها في معركة "روضة مهنا" عام 1324هـ (1906م)، وأصيب بعدة جراحات، وكان يحمل الراية أثناء علاج جراحه شخصيات أخرى، لكنه يعود إلى حملها حتى تم للملك عبدالعزيز توحيد مملكته، بل وحملها في أوقات السلم وقبلها أيام الحرب، ثم حملها ابنه "منصور" ثم حفيده "مطرف" ثم "عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني"، وما تزال الراية المظفرة في يد "آل مطرف"، وهم أسرة معروفة من أسر الرياض، موضحاً أنه ما دمنا بصدد تعداد من حملوا الراية السعودية المظفرة ممن أشار إليهم التاريخ أو تداولت ذكرهم الألسنة، فإن من الإنصاف أن نشير إلى رجال آخرين حملوا هذه الراية في ظروف استثنائية، وخاضوا بها بعض المعارك، مثل: "علي بن حويل" من آل حويل، و"إبراهيم بن ودعان" و"محمد بن عبدالله بن ريس" وغيرهم، وجميعهم من أهل الرياض، مؤكداً أن لكل بلدة من بلدان نجد، ولكل هجرة من هجر البادية، علما يحمله شخص من بينهم، وهو العلم الوطني نفسه الذي يحمله الحاكم من آل سعود، الذي ينطلق من عاصمة ملكه.

حافظ وهبة

بعد أن أبعد عن بلده "مصر" وصال وجال في العالم، حطت رحاله في الرياض ضيفا على الملك المؤسس عبدالعزيز بعد أن وجه إليه الدعوة، فأصبح مستشاره وسفيره في الدولة التي أبعدته في يوم من الأيام.

ساعد وهبة على تطوير نظام تعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبدالعزيز، وحياة العظماء من أبناء القبائل في الجزيرة العربية، وهو إضافة إلى كل أفضاله، صمم العلم السعودي الذي يجهل كثير منا مصممه.

شاء الله أن يتمّ تصميم العلم على يد مثقف عربي لجأ إلى الملك عبدالعزيز هارباً من بلاده، فصمّم العلم السعودي تعبيرا عن وفائه للمملكة، بعد أن اعتمد الملك المؤسس ذلك من واقع إخلاص وهبة وعلاقته بتراب السعودية، ورافق الملك في المراحل التالية لبناء الدولة.

فاعتمد منذ ذلك الحين العلم مستطيل الشكل عرضه يساوي ثلثي طوله، أرضيته خضراء وتتوسطه عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بخط الثلث، وتحتها سيف عربي تتجه قبضته نحو سارية العلم.

ولعل من الأمور التي ثبتها هذا الرجل، أنه أضاف جملة التوحيد التي جعلت العلم السعودي خفاقا لا ينكس، لذلك استمرّ العلم خفاقاً بما يحمل من مدلولات ورمزية ذات صلة عميقة بهوية البلاد التي يشير إليها، وفوق ذلك كله يتميز عن بقية أعلام دول العالم بخصائص لا تخضع لكثير من البروتوكولات والأعراف الدولية احتراماً للخصوصية الدينية التي يمثلها.

وفي عام 1393هـ تحوّلت الأعراف الخاصة بالعلم السعودي والتقدير العفوي إلى نظام تمّ تصديقه من قبل مجلس الوزراء وتعميمه على الأجهزة الحكومية. وبالتالي استُكملت الإجراءات التي يُعامل بها العلم في الداخل والخارج ضمن نظام واضح.

الأمر الملكي

يقول المؤرخ "الرويشد" عن العلم الخاص بالملك فيقول: إنه في عهد الملك فيصل - يرحمه الله - صدر الأمر الملكي رقم م/3 في 10 /2 /1393هـ (1973م) الخاص بنظام العلم السعودي، وجاء من ضمن فقراته استحداث علم الملك الخاص، وهو العلم الوطني مضافاً إليه شعار المملكة باللون الذهبي في الركن الأيمن أسفل العلم، على النحو الآتي: "أن يكون لجلالة الملك علم خاص يطابق العلم الوطني بأوصافه، ويطرز في زاويته الدنيا المجاورة لعود العلم شعار الدولة وهو السيفان المتقاطعان تعلوهما نخلة، ويطرز بخيوط حريرية مذهبية".

تميز العلم السعودي

يذكر أن العلم السعودي لم يسبق له في عمره الطويل أن لفَّ على أكفان أو جثث للموتى من الملوك والقادة، كما نص النظام على ألا ينكس أبداً في مناسبات الحداد، ولا يحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف كما هو معروف في كثير من الدول، وهي ميزة ينفرد بها عن باقي أعلام العالم، كما ورد في نظام استعمال العلم في حالة الحداد (المادة 16) أنه يرفع العلم السعودي الخالي من كلمة التوحيد منكساً في المدة المقننة لهذا الغرض، وفي (المادة 17) يكون تنكيس العلم الخالي من شعار التوحيد بوضعه في منتصف العمود المنصوب عليه.