أثناء تقييمي لتجربتنا الإعلامية حاولت أن أصل إلى حد معقول من الإنصاف والعدالة، ومهما بدا التباين بين إعلامنا ووسائل أخرى، تجعله غير جاذب فليس لدينا أعذار نقدمها.. والأسباب متعددة أهمها:
1- بلادنا قبلة المسلمين، مهبط الوحي، مهد الإسلام، أيها القارئ الكريم هل تعكس وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمطبوعة والإلكترونية هذه الأبعاد الثلاثة، لا أستثني طرح المواطن الصحفي الإلكتروني والمدونين والمدونات..؟!
2- على القناة السعودية الأولى برنامج صاحب قرار وكان الضيف "أمير مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل" وذكر معلومات بدت وكأن الصحافة تعيش حالة غيبوبة عنها، فلا صور ولا أخبار تصاغ بأسلوب يشرح الورشة الوطنية العملاقة التي تشهدها جميع المناطق، والغربية خاصة لكونها تحتضن الحرمين الشريفين، وجدة التي تعد أكثر مدن السعودية، نموا وتطورا ومناسبات.. وهي وجهة ملايين السياح القادمين وربما لا يشاهدون غير المدينة المنورة ومكة المكرمة..!
إعلام المناسبات الدينية هل عكس صورة الوطن وما يصرف ويرصد ويبذل من جهود؟!
3- السعودية عملاقة، وأخبار ما يتطور فيها ويجري العمل عليه يتم ضغطه في تشكيلة أخبار أو تقارير هزيلة وفقيرة فقراً مدقعاً وتطرح بدون حس إبداعي، يوصلها لكافة الشرائح والفئات.. وكأن بلادنا صحراء قاحلة، وإن قدم عنها وعن تاريخها وتضاريسها معلومات تقدم بأسلوب باهت ورتيب.
4- طرحنا الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي، يضرب السعوديون ربما وبشكل يومي رقما قياسيا في فظاعة التذمر من الخدمات دون أن يقدموا حلولا لمشاكلهم.
5- العالم الافتراضي ومحاولة زرع أكبر جرعة من جرعات التكاذب حول بعض الأحداث المختلقة أو الصغيرة التي تهول وتكبر عسى أن يخرج منها ما يروي عطش المعرفات المستعارة والحسابات المشبوهة.. وأعداء الداخل والخارج يقف لهم بالمرصاد قلة من أبناء الوطن.. حزب المنطقة الرمادية وصمتهم المريب كيف يبرر إعلامياً..؟ أحيانا الطعنة التي نتلقاها من الصامت يكون ألمها أبشع.
نكتب غيرة وألـما، وإحساسا بأن الوطن يستحق أكثر مما يقدم عنه في وسائل إعلامنا، وأثبتت الأيام أنه بمساحته وتطوره ونموذجه الذي ليس له مثيل أكبر من قدرتنا على استيعاب أهميته وجمال مناطقه، وثراء مدنه وتاريخه العريق، وروعة إنسانه البسيط الذي يستحق أن نقدمه مبدعاً، ومواطناً لديه تجارب جميلة وملهمة.
مناطق بلادنا على ثرائها وتنوعها ألا تستحق أطروحات تقدم النهضة الإنسانية، والهندسة العمرانية.. والأنشطة والمناسبات والإبداعات بصورة مبتكرة ولائقة..!