مؤخراً، أقامت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وكعادتها السنوية حفلاً بهيجاً على شرف أعضاء السلك الدبلوماسي من القناصل المعتمدين في المملكة بمحافظة جدة؛ بهدف توضيح الصورة الذهنية عنها لديهم وغيرهم من المدعوين، وبهدف إلقاء الضوء على أنشطتها وبرامجها داخل المملكة وخارجها, لتحقيق التعاون والتواصل والشراكة العامة من خلال بيان الاحتياج الفعلي لبرامج الهيئة ومثيلاتها من منظمات المجتمع المدني للمساهمة في عملية التنمية المستدامة في الدول النامية.. الفيلم الوثائقي الذي عرض في الحفل، والمعرض المصاحب أبرزا بكل وضوح أن الهيئة ولتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإغاثية حتى عام 2015م للقضاء على الفقر والجوع؛ نفذت أكثر من (1000) حملة إغاثية استفاد منها أكثر من (20) مليون شخص حول العالم، وأقامت العديد من المشروعات التعليمية التي استفاد منها مئات الآلاف من الطلبة والطالبات، ووفرت مياه الشرب والري من خلال حفر الآبار وتنقية المياه النقية وصيانة الشبكات، كما تدير حالياً (4) مستشفيات و(20) مستوصفا بجانب الأدوار الفاعلة الأخرى.

ولأن من الواجب التوعوي العام التنويه عن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة في كل المناحي الإنسانية، أذكر أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية منظمة خيرية إسلامية، منبثقة من رابطة العالم الإسلامي، عالمية الأداء، تتعاون مع المحسنين لتقديم تبرعاتهم للمحتاجين والمنكوبين، وقد أنشئت بقرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته العشرين عام 1398هـ، ولها شخصية اعتبارية مستقلة، وكيان تنظيمي وإداري ومالي خاص بها في إطار أحكام نظامها الأساسي ولوائحه، ولها سياسة عامة واضحة، ورسالة سامية ـ الريادة في العمل الخيري المؤسسي بما يخدم الإنسانية ويحقق الإعمار والتنمية ـ ورؤية نبيلة ـ أن تكون مرجعية للأعمال الخيرية والإنسانية والاختيار الأول للمحسنين والمانحين ـ .. الهيئة تعنى بالوقف والاستثمار المحترف لتنفيذ برامجها ومشروعاتها لتنمية المجتمعات، من خلال القوى البشرية المؤهلة والتحالفات الاستراتيجية، ولها عضويات متعددة في عدة منظمات دولية وإقليمية، وتتمتع بعلاقات تعاون وشراكة مع أكثر من (13) منظمة أممية ودولية وإقليمية؛ نتج عنها توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون لتنفيذ مشروعات إغاثية وتنموية وصحية وبيئية في عدد من دول العالم خاصة التي تعاني من الفقر، وتدير الهيئة برامجها ومشروعاتها الخيرية الإغاثية والتنموية الداخلية، والخارجية عبر مكاتبها وممثليها ومنسقيها الموجودين في (34) دولة أفريقية وآسيوية وأوروبية.

الهيئة عزيزة على كل فرد متابع لنشاطاتها ولأجل ذلك أتمنى أن يطرح الأمين العام المكلف على الهيئة؛ الإغاثي النبيل والناشط الاجتماعي المعروف الأستاذ إحسان صالح طيب على الجمعية العمومية رغبة أهل الوعي بالدين في أن تنفتح الهيئة بنشاطاتها على الجميع بشكل أكبر، ولا تقيد مناشطها بما ذكرته في الفقرة الأولى من سياستها ـ "تحقق الهيئة أهدافها وتمارس نشاطها متقيدة بمنهج أهل السنة والجماعة المتسم بالوسطية والاعتدال، حريصة على تحقيق عبودية الله عز وجل التي خلق الجن والإنس من أجلها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)" ـ فلا بأس ولا مانع من أن توظف الهيئة إمكاناتها في توثيق العلاقة بين المجتمعات الإسلامية، لكن لا نريدها متقيدة أو منقادة.. الأمر الثاني هو القيام بحملة دعائية وإعلامية عامة عن المشاريع الوقفية للهيئة، سواء أكانت الأوقاف التربوية، أم أوقاف بيوت الله، أم الرعاية الصحية وغيرها، وتيسير المساهمة فيها على كافة أو أغلب فئات المجتمع وليس كبار التجار فقط.